قالت صحيفة ديلي بيست الأمريكية: إن "حماقة بوتين" في سوريا سوف تنتهي بالفشل، مشيرة إلى أن حادث تفجير الطائرة الروسية قد لا يكون الأخير.
وأوضحت الصحيفة أن تنظيم "داعش" سعى إلى معاقبة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على تدخله في سوريا، وذلك بعد أن تمكن التنظيم من إسقاط طائرة مدنية روسية فوق سماء سيناء المصرية قبل أسبوعين ممّا أدى إلى مقتل 220 سائحاً روسياً.
وتشير الصحيفة إلى أن مسؤولين في الإدارة الأمريكية تحدثوا عن إمكانية أن يؤدي الحادث إلى مزيد من العجرفة الروسية في سوريا؛ من خلال تكثيف قصف الطيران الروسي لمواقع في سوريا، حيث سجلت الأيام التي تلت عملية إسقاط الطائرة الروسية هجمات على مواقع تابعة لتنظيم "داعش" في كل من الرقة وتدمر.
ووفقاً للصحيفة، فإن زيادة الهجمات الروسية على مواقع المعارضة السورية ستؤدي إلى تفاقم الورطة الروسية في سوريا، التي يصفها بعض المسؤولين الأمريكيين بـ"حماقة بوتين".
وترى الصحيفة أن الاتصالات التي تم رصدها بين عناصر "داعش" عقب تفجير الطائرة الروسية، تظهر اعتقادهم بأن التنظيم كان مقتنعاً أن مثل هذه العمليات ستؤدي إلى إضعاف بوتين وموقفه من الحرب في سوريا.
واستبعد مسؤولون أمريكيون أن يكون لدى التنظيم القدرة على شن حرب على الطائرات المدنية، مؤكدين أن ما جرى في مطار شرم الشيخ المصري، كان بسبب ضعف الإجراءات الأمنية التي تتخذها سلطات المطار هناك.
الاتصالات التي تم اعتراضها قبيل تفجير الطائرة الروسية من قبل المخابرات الأمريكية لم تكن تدل على أن التنظيم كان يخطط لتفجير طائرات مدنية، علماً أنه كانت هناك دلائل على أن التنظيم يخطط لهجوم كبير، إلا أن كل الدلائل كانت غامضة.
الولايات المتحدة، وفقاً للصحيفة، ترى أن مغامرة بوتين في سوريا ستنتهي بشكل سيىء، حيث أن هذه الحرب التي شنها بوتين ستخلق مزيداً من المخاطر له ولبلاده.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول استخباراتي أمريكي قوله، إن المسألة ليست مسألة نظام فاشل تدعمه موسكو وإنما الهيبة الروسية على الساحة الدولية، فالخطر كبير من ردة فعل التنظيمات المتطرفة القادرة على أن تدفع المئات أو الآلاف من المقاتلين الأجانب من سوريا إلى الخارج، وإمكانية عودتهم إلى الداخل الروسي والضرب من الداخل.
ولكن من جانب آخر رأى محللون غربيون أن حادثة الطائرة قد تعود بالنفع السياسي على بوتين عندما يزعم أمام الشعب الروسي صوابية قراره بالذهاب لمحاربة التنظيم في سوريا. وكان الجيش الروسي بدأ عدوانا جويا واسع النطاق ضد أهداف الثورة السورية في محاولة من بوتين لإنقاذ نظام الأسد من السقوط وتسبب الغارات الروسية على سوريا سقوط ضحايا مدنيين جراء المجازر المتكررة التي يرتكبها الروس في سوريا.