أثار الخبر الذي نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن قرب وصول بعثة دبلوماسية إسرائيلية لافتتاح مفوضية معتمدة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"في أبوظبي موجة من الانتقادات الحادة ضد إجراءات الدولة التطبيعية مع الكيان.

وبين الخبر الذي نشرته هآرتس اتفاق الإمارات مع إسرائيل لدعم ترشيح أبوظبي في 2010 لكي تستضيف المقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة في الإمارة مقابل عدم اعتراض الامارات أو منعها لأي نشاط أو زيارة للوفود الإسرائيلية في الدولة.

ويقدم هذا التقرير تتبعاً للنشاطات التطبيعية المعلنة التي جرى الإعلان عنها بين الدولتين منذ عام 2008 وتحديداً بعد الحرب الإسرائيلية الأولى ضد قطاع غزة نهاية ذلك العام.

فبعد نهاية الحرب على غزة مطلع 2009 والتي راح ضحيتها قرابة الألف فلسطيني قامت الدولة بمنح لاعب تنس إسرائيلي تأشرة دخول للمشاركة في بطولة دبي للتنس وفق ما كشفت صحيفة الجارديان البريطانية في حينه.لحق ذلك رفع علم إسرائيل بشكل رسمي في أبوظبي خلال اجتماع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة وذلك بمشاركة مسؤولين إسرائيليين حسب ما أعلنت بي بي سي في حينه كذلك.

ولكن الحدث الأبرز في مسلسل التطبيع مع الاحتلال كان في أوائل 2010 حيث أصبح وزير البنية التحتية الإسرائيلي حينها،عوزي لنداو، أول وزير إسرائيلي يزور الإمارات رسمياً وعلنياً. ويعد لنداو من أبرز قيادات الحزب الإسرائيلي المتشدد "إسرائيل بيتنا".

يذكر أن إسرائيل قامت بعد 3 أيام باغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح في دبي والتي تبعها إطلاق ضاحي خلفان، رئيس شرطة دبي في حينه  تصريحات هاجم فيها إسرائيل بشكل كبير.

وعلى الرغم من تصريحات خلفان تلك إلا ان الإمارات وبعد أقل من عام على تلك التصريحات في ديسمبر 2010 قامت باستضافة فريق سباحة إسرائيلي وفق ما كشفت قناة بي بي سي العربية.

وكانت الكويت قد أعلنت مقاطعتها لمؤتمر حول الطاقة عقد بالإمارات في يناير من العام 2014 إثر مشاركة وزير الطاقة الإسرائيلي سلفان شالوم في فعالياته وفق ما كشفته بي بي سي العربية. يذكر أن الوزير الإسرائيلي قام بإطلاق تهديد كثيرة ضد غزة خلال تلك الفترة والفترة التي تلتها وصولاً إلى حرب غزة الأخيرة والتي استمرت ل 53 يوماً متواصلاً.

وفي أواخر العام 2014 كشفت صحيفة هآرتس العبرية خبراً عن افتتاح خط جوي سري وخاص بين دولة خليجية وإسرائيلي، ووفق المصدر نفسه الذي أوردته هآرتس فإن تلك الدولة هي الإمارات.

وقام لاحقاً موقع " ميدل إيست آي" في تحقيق له عن تعاقد الإمارات مع شركة آي جي تي الإسرائيلية لتركيب أنظمة مراقبة لحماية المواقع في أبوظبي والتي رجح الموقع ان تكون على علاقة مباشرة بالرحلات الجوية السرية بين الدولتين.وبرزت كذلك أخبار عن وجود تعاقد بين صحف إماراتية حكومية وشركة الحماية تلك منذ العام 2008 لكن دون إيراد أي تأكيدات عن ارتباط التعاقد هذا بدولة الاحتلال.

أما ويكلكس ووثائقها المسربة فقد كشفت عن وجود علاقة شخصية قوية تجميع بين وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد ووزيرة الخارجية الإسرائيلية -وقت التسريب- تسيبي ليفني. 

وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قد نشرت مقالاً لتوماس فريدمان كشف فيه أن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز قد وجه خطاباً عبر الأقمار الصناعية لعدة ممثلين من حكومات عربية واسلامية أثناء تواجده في الإمارات في نوفمبر من العام 2013. 

وكانت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية قد أكدت ما ذكره فريدمان في مقاله وأضافت أن بيريز خاطب ممثلي 29 دولة عربية وإسلامية من بينهم وزراء خارجية دول مجلس التعاون وأكدت الصحيفة أيضاً أن بيريز تواجد في الإمارات أثناء الاجتماع و أن الدولة هي من رتبت لهذا الاجتماع. ورغم حجم هذا الادعاء وخطورته لم يصدر أي نفي من أي جهة رسمية في إشارة إلى صدق ما جاء في التقريرين المذكورين.

وأخيراً نشرت قناة مكلملين المصرية تسريباً لحديث بين مدير مكتب السيسي اللواء عباس كامل ورئيس أركان القوات المسلحة المصرية محمود حجازي تحدثا فيه الإثنان عن ندوة سرية في الإمارات شارك بها شمعون بيريز. 

وبين هذا التتبع لمسار علاقات الدولة وتواصلها التطبيعي مع إسرائيل تشير التغطيات الصحفية إلى أن ما خفي من التواصل كان أعظم مما كشفته الصحف المختلفة، خاصة إن كان التتبع على مستوى الشخصيات والسفراء في الدول الأوروبية وأمريكا أو شمل ذلك التتبع على مستوى العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين.