ليست "الجزيرة" وحدها ولا "الإمارات71" وحده وإن كانت البداية من "الإمارات71" هي التي قامت بتغطية الارتباك الإعلامي وربما السياسي لأداء وكالة الأنباء الرسمية "وام" في تعاملها مع تصريحات مهمة وحساسة تتعلق بعلاقات الدولة الخارجية وسياستها مع دول العالم، بعد وصف وزير الخارجية عبدالله بن زايد إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية التي أخترقت أجواءها "بعمل إرهابي"، ثم لتعود الوكالة أو ربما وزير الخارجية للتصحيح أو للتراجع والاكتفاء بتقديم تعزية الإمارات بمن وصفهم صاحب التصحيح "بضحايا الطائرة الروسية الأخيرة في سوريا".
فالوكالة الرسمية هي صاحبة التصريح الأول والثاني وهي التي أظهرت أداء مهنيا ضعيفا على الأقل، ولكن وزير الشؤون الخارجية انور قرقاش وبدلا من توضيح الموقف الرسمي شن هجوما على قناة الجزيرة القطرية واصفا هذه التغطية بأنها "إعلام موجه ضد الإمارات وليس مجرد سقطة مهنية".
وزاد قرقاش، "الإمارات ترى خطر التطرف والإرهاب أساسياً، ويهدد العالم بأسره، وستكون جزءاً من أي تحالف دولي لمواجهته، وتؤكد المسؤولية الإقليمية، ودور المنطقة الضروري في هذا الاتجاه".
وإزاء تجاهل قرقاش للتصريحات والحدث نفسه والاكتفاء بانتقاد الجزيرة، استذكر مراقبون يوليو 2014 عندما نقلت الجزيرة خبرا عن القناة العبرية الثانية أكدت فيه اجتماع بين وزير الخارجية عبدالله بن زايد وبين وزير خارجية الاحتلال المتطرف ليبرمان، فتجاهل قرقاش نفي الخبر أو تأكيده مقتصرا رده على هجوم مماثل على قناة الجزيرة رغم أنها ناقلة للخبر.
ويرى خبراء الإعلام أنه لإصدار حكم على أن هناك إعلاما موجها يستهدف جهة ما، لا بد أن يكون هناك حملة إعلامية وخطة مركزة ومكثفة في توقيت واحد وضمن عدة استخدامات كثيرة للفنون التحريرية من اخبار وتقارير وتحقيقات ولقاءات وبرامج حوارية ووثائقية وجهد إعلامي كبير ليتم تقدير وجود إعلام كهذا. وفي حالة الجزيرة و غالبية وسائل الإعلام فإنه لا يمكن القول إن هناك إعلاما موجها ضد الإمارات، على خلاف الإعلام الإماراتي الموجه بالفعل ضد قضايا الأمة ومصالحها وفق ما يرصده ناشطون متابعون للإعلام الإماراتي.