أحدث الأخبار
  • 07:38 . مظاهرة مناصرة لغزة أمام جامعة "سوربون" في باريس... المزيد
  • 07:01 . بوريل: دول أوروبية ستعترف بالدولة الفلسطينية الشهر القادم... المزيد
  • 06:12 . رغم الحرب.. الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة... المزيد
  • 12:27 . انطلاق معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 33... المزيد
  • 11:17 . النفط يتراجع مع استمرار محادثات وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 11:10 . توقعات بارتفاع أسعار البنزين في الإمارات خلال مايو بسبب الصراع "الإسرائيلي الإيراني"... المزيد
  • 10:50 . مانشستر سيتي يواصل مطاردة أرسنال بثنائية في مرمى نوتينجهام... المزيد
  • 10:43 . وزير الخارجية الأمريكي يصل السعودية لبحث الحرب على غزة... المزيد
  • 10:16 . لوموند: فرنسا تخفض صادرات أسلحتها لـ"إسرائيل" لأدنى حد... المزيد
  • 12:10 . مباحثات كويتية عراقية حول دعم العلاقات والأوضاع في غزة... المزيد
  • 09:04 . وزير إسرائيلي يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا منع وزراء فيها صفقة مع حماس... المزيد
  • 08:21 . أرسنال يعزز صدارته للدوري الإنجليزي بفوز مثير على توتنهام... المزيد
  • 07:24 . على خلفية المظاهرات المناصرة لغزة.. عبدالله بن زايد يذكِّر الأوروبيين: لقد حذرتكم من الإسلاميين... المزيد
  • 07:17 . وزير الخارجية البحريني يصل دمشق في أول زيارة منذ الثورة السورية... المزيد
  • 07:11 . اجتماع عربي إسلامي في الرياض يطالب بعقوبات فاعلة على الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 12:16 . "الأرصاد" يحذر من تأثر الدولة بمنخفض جوي خفيف اعتباراً من الثلاثاء... المزيد

ماذا خسرت الإمارات بعد إعلان السيسي بيع نفسه؟

خاص – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 26-02-2016


بلغة التجارة والربح والخسارة؛ فإن عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري في مصر يحاول بطريقة أو بأخرى الفرار بالمال الخليجي الذي "غنمه" من دول الخليج، لا سيما الدعم الإماراتي الرسمي، والسخي له سياسياً واقتصادياً، مستغلاً تهافتهم على محاربة الإسلام السياسي بسيف السيسي.

قرأ الكثيرون مشهد إعلان السيسي "بيع نفسه" بكثير من التندر، وقليل من السياسة والاقتصاد وهو ما فرضه واقع الحال. وبعيداً عن زلزال السخرية الذي ضرب السيسي عقب خطابه الأخير، فإنه حمل تلميحاً قوياً بقرب أفول "نجومه" العسكرية والسياسية، بل أصبح "خيار الاحتياط" حتى إيجاد البديل عنه.

كان لحديثه دلالات ومعاني جمة ترسم واقع مصر ومستقبلها، والأهم أنها تعبر عن أزمة ومأزق قد يكون ثمنه تنحيه أو تنحيته، لا سميا وأن النبرة الخليجية بدأت تختلف معه، حتى من أكبر الحلفاء له (أبوظبي) التي أصبحت تشعر أنها صراف آلي للسيسي دون مقابل حقيقي، وهو ما فهمه الكثيرون من خطاب السيسي وحالة الضياع التي ظهر فيها، وإعلانه غير المباشر أنه أصبح وحيداً دون دعم.

 

بيع الرئيس ومن قبله الدولة!

عندما يصرح رئيس دولة بعجزه التام والمطلق، ولا يجد بديلا سوى بيع نفسه من أجل إنقاذ الدولة وسكانها البالغ عددهم تسعين مليون نسمة، فإنه يؤشر بوضوح إلى "اضطراره" بيع أصول الدولة، ولسان حاله يقول للداعمين والممولين بأن الخيارات أمامه أصبحت معدومة، إن لم يواصلوا عملية الدفع، والأخطر أن يكون التلويح من قبله بإيران و"حزب الله".

فبالتزامن مع خطوة كل من السعودية والإمارات والبحرين والكويت وقطر ضد لبنان بسبب تدخل حزب الله في كل من سوريا واليمن؛ كُشف النقاب عن عقد جهاز الاستخبارات المصري لقاء مع وفد من حزب الله اللبناني، على هامش زيارة قام بها إلى القاهرة لتقديم العزاء بالإعلام والكاتب المصري محمد حسنين هيكل.

سبق هذه الخطوات مواقف مصرية رسمية رافضة للتحركات التي يقوم بها الخليج عموماً في اليمن أو في إعلان عزمه تنفيذ عملية برية في سورية، حيث أكد وزير الخارجية المصري أن بلاده لن تشارك السعودية والإمارات وقطر في أي عملية عسكرية برية في سوريا، بخلاف ما كان يعلنه عبد الفتاح السيسي بخطابه الشهير "مسافة السكة".



مليارات إماراتية للسيسي

على أقل تقدير، قدمت الإمارات ما يزيد عن عشرة مليارات دولار أمريكي إلى نظام عبد الفتاح السيسي، لدرجة أن السيسي واصل طلب المزيد إلى أن أبدى الإماراتيون انزعاجاً من كثرة ما يطلب، في حين لا يوجد أي خطوات فاعلة على الأرض بشأن ما يُذاع عن مشاريع تنموية واقتصادية.

لم يفلح السيسي في تنفيذ ما تطلبه الإمارات، وما تُعلن عنه رسمياً على لسان ناطقين إعلاميين، بالقضاء على التيار الإسلامي وجماعة الإخوان المسلمين في مصر، منذ توليه الحكم مازالت المظاهرات مستمرة، تصاعداً وهبوطاً، دون أن تتوقف.

فعلياً، تبخرت المليارات من الدولارات التي صرفتها أبوظبي لدعم حليفها عبد الفتاح السيسي مع إعلان الأخير "بيع نفسه"، في تصريح ينم عن حالة من العجز ومقدمات لإعلان تنصله من أي التزامات، وبلغة الاقتصاد يريد أن يُعلن عن "إفلاسه" المالي والسياسي، من أجل الابتعاد عن أي مساءلة بشأن ما جناه من مليارات.

وقد يكون من المناسب في هذا المقام التذكير بالتقارير الرقابية التي أكدت صحة الأرقام المعلنة من المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات المصري عن وجود فساد في مصر يقدر بـ 600 مليار جنيه.

وكانت صحيفة "اليوم السابع" نشرت في وقت سابق تقريرا بنهاية 2014، نقلته عن رئيس المركز المصري للشفافية ومكافحة الفساد يؤكد خلاله أن الفساد في مصر يهدر 800 مليار جنيه سنويا، أي بزيادة 200 مليار عن الرقم المعلن من قبل "جنينة".

 

ميزان الخسارة

وفي عملية سرد سريعة لما خسرته أبوظبي من دعم نظام عبد الفتاح السياسي والانقلاب العسكري الذي قام به ضد أول رئيس مصري منتخب محمد مرسي، يتضح أن:

-        هذا الدعم وصم الإمارات العربية المتحددة بدعم جرائم بحق الإنسانية، لدعمها الانقلاب الدموي في مصر، والذي شهد العالم بالمجازر التي ارتكبت، وصدرت العديد من التقارير الحقوقية والإنسانية الدولية التي توثق ذلك.

-        شكلت عملية دعم السيسي حتى الآن حالة من استنزاف موارد الدولة الإماراتية، في وقت تم فيه رفع الدعم عن المحروقات، والذي كان له أثره المباشر على المواطن، وهو ما أثار تساؤلات في المجتمع عن سبب الاستمرار في هذا الدعم على حساب المواطنين الذين هم أحق بأموال بلادهم وخيراتها.

-        اقتصادياً أيضاً، أصبح هناك عبئ كبير على أبوظبي بشأن الاستمرار في دعم مشاريع تنموية، كان الهدف مننها دعم السيسي شخصياً، الأمر الذي يضع هذه المشاريع في مهب الريح في ظل حجم الفساد الكبير، والذي وصل حد عرض الرئيس بيع نفسه ليسد عجز مصر، رغم المليارات التي تلقاها من دول الخليج.

-        سياسياً، أخفقت المخططات العديدة التي وضع جزء منها في أبوظبي عبر مجموعة كبيرة من المستشارين السياسيين والإعلاميين والعسكريين من أجل اجتثاث جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وهو ما لم ينجح، رغم الاعتقالات الهائلة والمحاكمات المتواصلة، والأحكام الجائرة بعمليات الإعدام الجماعية.

-        صنعت أبوظبي عبر دعمها الثورات المضادة، لا سميا انقلاب السيسي ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي، أعداء كُثر، وأصبحت سمعتها لدى العموم قبل السياسيين والمحللين مرتبطة بدعم العنف الذي يؤدي لوأد الثورات، وهو ما يعاكس صورتها التي يتم الترويج لها كدولة متقدمة.