منذ الـ"48" ساعة وتواجه دولة الإمارات انتقادات وهجوما إعلاميا عراقيا طائفيا غير مسبوق على تصريحات لوزير الخارجية عبدالله بن زايد رغم أن الإعلام الرسمي الإماراتي لم ينشر أي شيء منها، ما يعني أنها قد تكون "زلة لسان" أو أن ردة الفعل العراقية الطائفية وخاصة من جانب الحشد الشعبي الإرهابي فاجأت المسؤولين في أبوظبي فلم يصدر أي رد منهم حتى الآن (ظهر الأحد).
وسبق لأبوظبي أن اتخذت نفس الموقف في أبريل الماضي بعد أن رد وزير الداخلية الباكستانية بغضب على انتقادات لوزير الشؤون الخارجية أنور قرقاش على خلفية تلميع صورة السيسي وإظهار ولاء السيسي للخليج مقابل التشكيك بولاء الدول الصديقة للسعودية، في حين أن موقف السيسي كان أسوأ بكثير من موقف باكستان. في تلك الأزمة، لم يعاود أنور قرقاش أو أي مسؤول آخر للرد على الوزير الباكستاني وواجه المسؤولون الإماراتيون موقفا محرجا وماسا بكرامة قرقاش.
وفي هذه الأزمة الراهنة مع العراق، فقد تطاولت مليشيا الحشد الشعبي الإرهابي بصورة تستدعي ردا ثأريا وقويا من جانب الدولة ضد التهديدات الواضحة والصريحة لهذه المليشيا التي زعمت أن "أحذيتها مكانها في متاحف دبي والشارقة".
ومع ذلك، فإن أحدا في الدولة لم يصدر أي رد أو موقف على هذه التهديدات سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، كما كان يجري في حالات سابقة. ولم تقم أبوظبي باستدعاء السفير العراقي لديها للاحتجاج على تهديدات العراق الطائفية ضد الدولة والخليج، كما فعلت بغداد باستدعاء سفيرنا هناك للاحتجاج على تصريحات عبد الله بن زايد.
في مواقف سابقة، ومثلا، في تصريح دبلوماسي لأي مسؤول تركي ليس عن الدولة وإنما عن مصر، تقوم ثائرة المسؤولين في أبوظبي ويصدرون البيانات المدبجة بالتنديد وخطاب التدخل بالشأن العربي وكرامة الدول وسيادتها.
وفي مواقف أخرى، عندما يرفض مجلس التعاون الخليجي اتهاما لوزير مصري لقطر بأنها ترعى الإرهاب في ليبيا، تخرج أبوظبي ببيان وموقف مخالف يشق الإجماع الخليجي.
وفي أي موقف تحرص أبوظبي على إبرازه ضد دول معينة، فإنها تترك قرقاش للتصريحات والتغريدات الجارحة الخارجة عن أصول اللياقة والدبلوماسية في كثير من الأحيان، يتبعه بيان خليجي فبيان من نبيل العربي مدعيا أنه باسم الجامعة العربية، وبيان آخر من أحمد محمد الجروان باسم البرلمان العربي أيضا، ولكن كل ذلك سكت ولم يتكلم عندما تعلق الأمر بالإساءة والتهديد للكينونة الإماراتية السياسية والثقافية.