كشف خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عن تراجع الدعم الإيراني لحركته بعد أن كانت أحد الداعمين الأساسيين لها، بسبب رفضها تأييد "نظام بشار الأسد" عقب اندلاع الثورة السورية عام 2011.
وقال مشعل في مقابلة مع قناة "فرنسا 24" من الدوحة، مساء الاثنين(14|3)، إن الأزمة بين حماس ورئيس النظام السوري بشار الأسد، أثرت على العلاقة مع إيران، التي ردت بمراجعة الدعم المالي للحركة بشكل كبير.
وتابع: "طهران خفضت دعمها للحركة بعد أن كانت أحد الداعمين الأساسيين لها، لكنها اليوم ليست داعماً رئيسياً. نحصل على دعم أطراف عديدة ونسعى إلى تنويع مصادر دعمنا الرسمية والشعبية. هذه سياسة الحركة".
وبين أن عدم تأييد الأسد "أغضب النظام وإيران علينا فتراجع الدعم (..)، نحن حركة تحرر وطني معنيون أن تكون لنا علاقة مع كل العالم. نريد علاقات إقليمية ودولية ومع جميع القوى والشعوب لصالح قضيتنا".
وعن رؤيته لحل الأزمة السورية وإمكانية رحيل بشار الأسد، قال مشعل: "رغم المحاولات الجارية لكن للأسف لا أستطيع أن أجد حلاً قريباً قد يحصل؛ لأن المسافة ما زالت متباعدة بين مختلف الأطراف، لكن أتمنى أن تنتهي الأزمة سريعاً".
وأضاف مشعل أن هناك حالة من الجمود في العلاقة مع إيران، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنها لم تصل إلى حالة القطيعة الكاملة، مع إبقاء حالة التواصل معها من خلال إرسال الوفود لطهران بين الحين والآخر.
ونشرت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية في فبراير الماضي، مقاطع صوتية مسربة ضمن مكالمة هاتفية لعضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، موسى أبو مرزوق، هاجم فيها إيران بشدة، نافياً مزاعمها بدعم المقاومة الفلسطينية، مشيراً إلى أن الدعم توقف منذ عام 2009.
وكان أبو مرزوق حينها يتحدث لشخصية أخرى عبر الهاتف ويقول: "القصة ليست كما يذكرون، وهؤلاء من أكثر الناس باطنية وتلاعباً بالألفاظ وحذراً بالسياسة.. من 2009 تقريباً ما وصل منهم أي شيء، وكل الكلام الذي يقولونه كذب، وكل ما كان يصل "لحبايبنا" لم يكن من قبلهم، جزء من طرف صديق وأطراف أخرى بسبب الأوضاع في المنطقة وكله بشق الأنفس".
وعلى مدار سنوات، أقامت "حماس" علاقات قوية ومتينة مع نظام بشار الأسد في سوريا، ضمن ما كان يُعرف قبيل اندلاع ثورات الربيع العربي أواخر عام 2010 بـ"محور الممانعة"، الذي كان يضم إيران، وسوريا، وحزب الله اللبناني، وحركة "حماس"، في مقابل "محور الاعتدال"، الذي كان يضم مصر (في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي أطاحت به ثورة شعبية 2011)، والسعودية والإمارات والأردن.
لكن اندلاع الثورة السورية في مارس 2011، ورفض "حماس" تأييد نظام الأسد، وتّر العلاقات بين الحركة ودمشق، قبل أن تقرر قيادة "حماس" مغادرة سوريا التي كانت تتخذ من دمشق مقراً أساسياً لها.
كما تواجه الحركة تضييقا من نظام السيسي الذي شدد حصاره على القطاع ومنع وصول الغذاء والدواء بمجرد طلب الإسرائيليين ذلك باعتراف وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس بذلك مؤخرا. وزار وفد رسمي من الحركة القاهرة الأسبوع الجاري في أول زيارة بعد انقلاب يوليو 2013.