أعلن محسن رضائي، سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، أن الولايات المتحدة تشترط «تفكيك الحرس الثوري» لإتاحة انضمام طهران إلى منظمة التجارة العالمية.
وعلّق على الرسالة التي وجّهها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الإيرانيين، مهنئاً إياهم برأس السنة الفارسية، قائلاً: «أوباما يسير الآن على سكة المفاوضات، لكن ما رأيناه منها ليس قليلاً. تفاوض (الأميركيون) مع ياسر عرفات في واشنطن، ثم تخلى (الرئيس الفلسطيني الراحل) عن الكفاح المسلح، فيما ألغى الأميركيون الانتخابات الفلسطينية لأن «حماس» فازت فيها.
أثبت التاريخ أن الثقة بالغربيين ليست ممكنة. واستدرك أن الرسالة «تُعتبر اعترافاً من الآخرين بعظمة الشعب الإيراني ومكاسبه، لكن لا صدقية وراءها». وأضاف: «لا نبحث عن حرب، بل نناضل ضد الأميركيين. لو دخلوا حرباً معنا، سندافع في شكل ينسيهم مصاعب حرب فيتنام».
وزاد: «يحلم الأميركيون بتفكيك الحرس الثوري، وأوضحوا أن ايران لن تستطيع الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، إلا إذا فكّكت الحرس. وهذه أمنية».
ووجّه رضائي انتقاداً ضمنياً للرئيس حسن روحاني، اذ يتهمه الأصوليون بالمبالغة في الانفتاح على الغرب، خصوصاً الولايات المتحدة، والامتناع عن تطبيق توجيهات مرشد الجمهورية علي خامنئي بانتهاج سياسة «الاقتصاد المقاوم»، على حد تعبيره.
وأضاف: «يقول غير الثوريين: إذا أردتم الاقتصاد، عليكم أن تتّجهوا إلى أميركا التي تمتلك الرأسمال والتكنولوجيا. يدّعون أننا إذا تقاربنا مع أميركا، ستتحوّل ايران جنّة». وسأل: «لماذا لم تتحوّل ايران جنّة في العهد البائد (خلال حقبة الشاه). ثار شعبنا لأن ايران لم تكن جنّة، وتجاوزنا العلاقات مع أميركا».
وندد خامنئي في وقت سابق هذا الأسبوع بالطلب الأمريكي تفكيك الحرس الثوري داعيا الإيرانيين لعدم تصديق واشنطن، ومتهما اشنطن بالمرواغة وعدم الالتزام بالاتفاق النووي بين طهران والغرب الذي تم توقيعه في يوليو الماضي وتم بدء تنفيذه في يناير الماضي.
وكشف الدبلوماسي الأمريكي خليل زادة مؤخرا أن واشنطن وطهران توافقا في تفاهمات عديدة قبل غزو العراق عام 2003، رغم الضجيج الذي تزعمه طهران عن "الشيطان الأكبر".