على عكس ما أعلنته السلطات البلجيكية حول عدم امتلاكها معلومات دقيقة عن توقيت ومكان التفجيرات في مطار وخط قطار بروكسل التي هزّت العاصمة قبل أيام؛ كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير نشر، الخميس، أن جهاز الاستخبارات البلجيكي وأجهزة استخبارات أخرى بدول الغرب تلقت تحذيرات استخباراتية مبكرة ومحددة جداً بخصوص هجوم إرهابي متوقع في بروكسل.
في هذا السياق يؤكد المحلل العسكري للصحيفة، عاموس هارئيل، إن البلجيكيين علموا أن هناك احتمالاً كبيراً لحدوث تفجيرات في المطار، وعلى ما يبدو أيضاً في القطار في وقت قريب. وعلى الرغم من التحذيرات المبكرة، فعلى ما يبدو كان الاستعداد الأمني والاستخباراتي في العاصمة البلجيكية، التي تضم مؤسسات الاتحاد الأوروبي، محدوداً جداً ولم يتلاءم مع خطورة التحذير وبُعده الفوري.
وأضافت الصحيفة أن خطة العمل لتنفيذ التفجير وضعت من قبل قادة تنظيم "الدولة" في سوريا، وتحديداً في الرقّة. كما أن الخلية الإرهابية التي نفذت التفجيرين في بروكسل ترتبط ارتباطاً عميقاً بالشبكة التي وقفت وراء الهجمات في باريس في نوفمبر عام 2015.
وترى الصحيفة أنه حتى هذا الوقت يبدو أن المجموعتين هما عبارة عن فرعين ينتميان إلى الشبكة الإرهابية نفسها، وأن إحدى الحلقات الواصلة بين الشبكتين هي المعتقل صلاح عبد السلام. في هذا السياق يذكر أن عبد السلام كان متورطاً في التخطيط لهجمات باريس، وقد هرب من المدينة بعد تنفيذ العملية، واختبأ بعد ذلك في بروكسل حتى تم إلقاء القبض عليه الأسبوع الماضي من قبل السلطات البلجيكية.
و تقول الصحيفة إن اعتقال عبد السلام على ما يبدو سرّع تنفيذ الهجوم في بروكسل؛ وذلك لأن تنظيم "الدولة" تخوّف من أن يكشف عبد السلام أثناء التحقيق معه تفاصيل العمليات المخطط لها، وخاصة بعد أن أُعلن عن تعاونه مع التحقيق واستجابته للمحققين. وهنا يقول هارئيل إن شهادة المعتقل عبد السلام، إلى جانب تفاصيل استخباراتية أخرى متعلقة بقيادة تنظيم "الدولة" في سوريا، كان من شأنها أن تؤدي لفرض إجراءات أمنية واسعة جداً في الأماكن العامة المكتظة بالناس في بروكسل، جنباً إلى جنب مع ملاحقة سريعة لأعضاء الخلية الإرهابية.
وبذلك ينضم تقرير "هآرتس" إلى سلسلة من التصريحات والتقارير السابقة التي تحدثت عن عدة تحذير من جهات دولية لبروكسل من اقتراب تنفيذ هجمات خطيرة، وعن ذكر أسماء المخططين والمنفذين المحتملين.
فقد صرّح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده حذرت بروكسل من هجوم محتمل، وكانت قد اعتقلت أحد منفذي الهجمات في مدينة غازي عنتاب جنوبي تركيا، ورحّلته بعد ذلك مبلغة الحكومة البلجيكية تحذيراتها بشأنه. إلا أنه بحسب أردوغان تجاهلت الحكومة البلجيكية التحذيرات التركية، وقامت بإطلاق سراح الشخص الذي تم ترحيله.
ولكن نفى مسؤول بلجيكي تصريحات أردوغان زاعما أن أحدا لم يحذر بلاده من هذه الهجمات التي لا تزال تداعياتها تغمر أوروبا وشهد ردود فعل لأروبيين متعصبين ضد المسلمين كما حدث في اعتداء متطرفين إسبان على مسجد في أسبانيا.