اتهم الأكاديمي الإماراتي، المقرب من السلطات في أبوظبي، عبد الخالق عبدالله، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على بالانقلاب على العلمانية في تركيا، زاعما بأنه ينفذ انقلابا ضد النظام العلماني في البلاد، وذلك ردا على محاولة الانقلاب الفاشلة.
وقال عبد الله في تغريدة على "تويتر": "أفراد في الجيش التركي دبروا انقلابا عسكريا فاشلا، وأردوغان وحزبه ينفذون انقلابا سياسيا متقنا وناجحا ضد نظام أتاتورك العلماني والديمقراطي".
وأثارت تغريدة الأكاديمي الإماراتي العديد من الردود والتعليقات الغاضبة من قبل متابعيه على الإنترنت، حيث اعتبر أحدهم أن هذه التغريدة ليست سوى "تضليل"، وقال: "أنت أكثر من يعلم يا دكتور أنها ضد كولن فقط، أي الدولة العميقة، هل استهدف المعارضة؟ أسلوبك بالتضليل لا يليق بك"
وقبل أيام كتب السياسي المقرب من دوائر الحكم في أبوظبي:"فتح الله غولن: لو اجتمعت 7 العوالم لن أذهب لإيران ولو طريق الجنة يمر عبرها أذهب من طريق آخر لأنهم عملاء اليهود. غولن وليس اردوغان يستحق الدعم".
كما زعم عبدالله أن تركيا ستمر بأيام صعبة وسوداء بعد فشل التمرد العسكري، إذا أصر إردوغان على الانتقام.
وقال قال عبدالله: "التمرد العسكري فشل في تركيا وان شاء الله يفشل في كل مكان. لكن تركيا تبدو بائسة اليوم وأردوغان الذي خرج منتصرا مسؤول عن ايصالها لحافة الهاوية" على حد زعمه.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة اسطنبول، في وقت متأخر، من ليلة السبت، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لـ"منظمة الكيان الموازي"، بحسب الحكومة التركية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة اسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
ومقابل هذا الموقف الذي يبدو غير رسمي، قامت دولة الإمارات بتسليم ضابطين تركيين كبيرين متورطين في الانقلاب فرا إليها من أفغانستان حيث كانا يعملان، وقد اعتبر المسؤول التركي ياسين أقتاي نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم أن ذلك بمثابة اعتذار من أبوظبي على تغطية وسائل إعلامية لها ليلة الانقلاب إذ كانت مرحبة ومستبشرة به، على حد تأكيده.
كما وخلافا لموقفها المتشدد مما تصفه "بالتدخل التركي في العراق" تحفظت دولة الإمارات على هذه العبارة في قمة نواكشوط في حين كانت أكثر دولة عربية متحمسة لإدانة أنقرة في هذا الملف. وقد اعتبر مراقبون أن تحول الموقف الإماراتي يأتي في سياق احتواء أبوظبي الغضب التركي من أنباء تفيد بتورط محمد دحلان وتواطؤ وسائل إعلام إماراتية مع الانقلابيين.