أعلنت أكاديمية الإمارات الدبلوماسية التي يديرها الدبلوماسي الإسباني "برناردينو ليون" والذي كشفت وثائق رسمية أنه كان يعمل لصالح أبوظبي أثناء وساطته كمبعوث أممي للسلام ف ليبيا العام الماضي وكوفئ بتعيينه مديرا للأكاديمية براتب 35 ألف يورو شهريا في أبوظبي- أعلنت أنها نظمت "برنامجاً تدريبياً مكثفاً، وذلك بالتنسيق مع سفارة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن العاصمة، وقنصلية الإمارات العربية المتحدة وبعثة الإمارات العربية المتحدة في الأمم المتحدة في نيويورك".
وبحسب الأكاديمية، "يهدف البرنامج إلى توسيع المعرفة الدبلوماسية للطلاب عن طريق تثقيفهم حول الشراكات البناءة بين دولة الإمارات والولايات المتحدة في كثير من المجالات وفي مقدمتها الشؤون الخارجية".
والتقى الوفد أثناء وجوده في واشنطن العاصمة، السفير الإماراتي يوسف العتيبة، "حيث تشارك معهم تجاربه وخبراته في العمل الدبلوماسي".
وكان أحدث موقف دبلوماسي للعتيبة تعامله الذي امتاز "بالفتور" مع المواطن أحمد المنهالي الذي تعرض لإرهاب الشرطة الأمريكية بزعم الشك ف انتمائه لداعش. إذ أصدر العتيبة بيانا بعد أسبوع من تلك الحادثة برر فيه تعرض المنهالي للاعتداء مستغلا الواقعة لتأكيد متانة العلاقات الأمريكية الإماراتية في مجال مكافحة الإرهاب دون أن يتطرق بكلمة واحدة لحقوق المنهالي.
وزار الوفد المركز الوطني لطب الأطفال في واشنطن العاصمة ومعهد الشيخ زايد لتطوير جراحة الأطفال، وتعرفوا على المعدات والإجراءات الطبية المتطورة التي يجري تطويرها في المعهد، والتي تمكن من إجراء العمليات الجراحية للأطفال بدقة أكبر وكفاءة عالية.
وهذه المواقع عبارة عن تبرعات ومساعدات إماراتية تم تقديمها من خلال سفارة الدولة في واشنطن في سياق "ضغوطها الدبلوماسية" وضمن إدارة العتيبة "مؤسسة خيرية" تقدم المساعدات للشعب الأمريكية. وقد نشرت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية تقريرا مهما في فبراير الماضي حول قضية فساد وغسل أموال تورطت فيها هذه المؤسسة الخيرية، المسماة "واحة".
وتابعت الأكاديمية، كما شارك المتدربون في المبادرة نصف السنوية (السلام في السياسة الخارجية) التي تنظمها مجلة السياسة الخارجية بدعم من سفارة دولة الإمارات في واشنطن.
وتعرف الوفد خلال الجزء الثاني من البرنامج التدريبي الذي تضمن زيارة إلى عدد من الجهات الدبلوماسية الرائدة، على مهام قنصلية دولة الإمارات، وبعثة الإمارات لدى الأمم المتحدة بحضور لانا نسيبة، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى المنظمة الدولية وعضو مجلس أمناء أكاديمية الإمارات الدبلوماسية.
وتشارك الوفد مع ماجد السويدي، القنصل العام في نيويورك، مناقشة الاتفاقات متعددة الأطراف وأهميتها على المستوى العالمي.
وقال ليون: «يمثل هذا البرنامج نجاحاً كبيراً لأكاديمية الإمارات الدبلوماسية بما تقدمه من معرفة نظرية وعملية معمقة للدبلوماسيين الشباب الذين سوف يسهمون بالمستقبل القريب في تحقيق أهداف القيادة والسياسة الخارجية لدولة الإمارات»، على حد تعبيره.
ولطالما استخدم العتيبة منصبه كسفير في واشنطن للهجوم على الربيع العربي وانتقاد الشعوب العربية المطالبة بالحرية والكرامة، ومحرضا الولايات المتحدة والغرب على رفض حقوق الشعوب ودعم نظام الانقلاب في مصر إضافة إلى الهجوم المتكرر على تركيا والإسلام الوسطي كونه يمثل التيار الشعبي العريض في الساحة العربية، على ما يقوله أنصار هذا التيار.
وتمتاز العلاقات بين أبوظبي و واشنطن بالقوة وتوصف الإمارات "بالحليف" لواشنطن في الأروقة الأمريكية الرسمية والإعلامية. ومؤخرا أشاد أوباما بولي عهد أبوظبي محمد بن زايد بصورة ملحوظة معبرا عن إعجابه بشخصيته وبتأثيره على دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن في زيارته مؤخرا لأبوظبي إن واشنطن والإمارات سوف يخوضان معا حربا ضد الإرهاب في أي مكان في العالم يشهد تهديدا.
ولكن وسائل إعلام أمريكية تتهم أبوظبي بأنها "تركب موجة الحرب على الإرهاب للتغطية على المطالب الإصلاحية في الدولة التي يطالب بها الإماراتيون"، منتقضة واقع حقوق الإنسان في الإمارات.