نشرت مجلة "غيرتشيك حياة" التركية، المقربة من حزب العدالة والتنمية، بتاريخ (18|1) الماضي، تقريرا تحت عنوان: "مخطط انقلابي جديد ضد أردوغان"، وقد اقتبست صحيفة "المونيتور" الأمريكية هذا التقرير ووضعت رابطه الإلكتروني في تقرير لها تحدث عن نشاطات محمد دحلان الإقليمية والدولية، وأشارت إلى أنّ التقرير التركي يتحدث عن "مخطط انقلابي متعدد الجنسيات ضد حزب العدالة والتنمية ترأسه الإمارات بإشراف من دحلان".
وقد تناولت المجلة التركية في تقريرها، الذي ترجمه موقع "عربي21"، الحديث عن الاضطرابات الضمنية في العلاقات التي حدثت بين تركيا والإمارات بعد الانقلاب في مصر.
وهاجم وزير الشؤون الخارجية أنور قرقاش الجمعة(29|7) الموقع المذكور والموقع البريطاني "ميدل إيست آي" لنشرهم ترجمة لهذا المخطط والكشف عن دور أبوظبي ودحلان في تنفيذه وتمويله.
وذكرت المجلة أنّ "كلا من روسيا والإمارات، قامتا بتكليف محمد دحلان عضو حركة فتح السابق، والمتهم بالتورط في قتل ياسر عرفات، بمهمة إسقاط حُكم أردوغان في تركيا"، مشيرة إلى أنه "تم تخصيص مبلغ 70 مليون دولار للخطوة الأولى من المخطط الذي يضم عدة مراحل"، ونقلت المجلة أيضا الأحاديث التي دارت عن وجود دور كبير لمحمد دحلان أثناء أحداث غزي بارك، معللة قيام الإمارات بمثل هذه الأعمال، بسبب التصرفات الإيجابية للحزب الحاكم تجاه الإخوان المسلمين الذين تعتبرهم الإمارات أعداء لها.
وفي التقرير ذاته الذي نشرته المجلة قبل ما يقارب ستة أشهر، تقول إنّ المعلومات التي تسربت من خلف الكواليس السياسية في الإمارات، تُشير إلى إعداد خطة للإطاحة بحُكم أردوغان، بطريقة مماثلة للانقلاب الذي حصل على الرئيس المصري محمد مرسي. كما ادّعت المجلة بأن المعلومات المسربة تشير أيضا إلى وجود دور للاستخبارات الأردنية في هذا المخطط.
وفي تقريرها تذكر المجلة بأنّ الخطوة الأولى المقررة ضمن المخطط الانقلابي، هو حملة إعلامية عربية لتشويه صورة أردوغان، ونقلها إلى الإعلام الغربي، وحسب الادعاءات فإنّ هدف هذه الحملة الإعلامية هو فتح الطريق وتمهيده أمام الانقلاب العسكري. مشيرة إلى أنّ "هذه الخطوة لا تُعتبر مستغربة، بالنظر إلى الأعمال السيئة التي قام بها محمد دحلان في أحداث الربيع العربي، ومصر، وبقية دول الشرق الأوسط".
وعن المراحل الكاملة لهذا المخطط كتبت المجلة:
"كلنا نعرف كيف كان دور الإعلام المصري في مرحلة ما بعد الانقلاب وحملته ضد الإخوان المسلمين، وكان لمحمد دحلان في ذلك دور بارز. وقد عقد محمد دحلان اجتماعا سريا مع 15 شخصا، وذلك بتاريخ (15|12)، واستمر هذا الاجتماع لمدة تزيد عن الساعة والنصف، وفيه تم تداول مخطط للانقلاب على الرئيس أردوغان يتكون من أربع مراحل، على النحو التالي:
1. تشويه صورة أردوغان وتكوين رأي شعبي سيء عنه، وذلك باستخدام وسائل الإعلام العربية ووسائل الإعلام التابعة للمعارضة التركية.
2. تقديم الدعم للمعارضين لحزب العدالة والتنمية في تركيا، وتقديم الدعم المالي لهم.
3. تقديم الدعم لحزب العمال الكردستاني، وذلك من أجل نشر الفوضى في تركيا، وإضعاف الأمن، وتكوين حراك وعصيان ضد أردوغان.
4. دعم قادة الجيش الذين يعارضون أردوغان وحزب العدالة والتنمية.
وقد تم تخصيص مبلغ 70 مليون دولار للمرحلة الأولى، حسب المعلومات التي وردت.
وعرجت المجلة في تقريرها، على دور المملكة العربية السعودية، حيث أشارت أنّ المملكة وبرغم دعمها اللا محدود لنظام السيسي في مصر، إلا أنها هي من وقفت في وجه الحملة الإعلامية ضد تركيا، وأعاقت دخول هذه الخطة حيّز التنفيذ، وذلك كون تركيا تعتبر حليفة إقليمية إلى جانب قطر.
كما أشارت المجلة إلى تاريخ دحلان الأسود الذي تحدث عنه الصحفي في موقع "ميدل إيست آي" البريطاني ومحرر شؤون الشرق الأوسط السابق في صحيفة "الغارديان" البريطانية "ديفيد هيرست"، وعن استخدام دحلان الأموال في الإعلام من أجل تشويه سمعة الإسلاميين منذ ذلك الوقت.
وفي تقريرها الموسع، ذكرت "غيرتشيك حياة"، بأنّ "دحلان الذي طعن القضية الفلسطينية في خاصرتها، استمر في أعماله القذرة، واجتمع مع بوتين في ديسمبر، رغم عدم وجود أي صفة رسمية له في حركة فتح، إلا أنّ دعوات خاصة كانت تأتيه. ولهذا كانت تفضل بعض القيادات أنْ يكون دحلان القائد الجديد لحركة فتح".
وأضافت المجلة في تقريرها بأنّ "محمد دحلان حصل على الجنسية الصربية في عام 2014، ورغم أنّ المصادر المقربة من المسؤولين الإماراتيين علموا أنّ دحلان حصل على هذه الجنسية لإدارة أعماله الاستثمارية في صربيا، إلا أنّ الأمور تبقى غامضة حول الهدف الأساسي. ومن الصعب تفسير التقارب الإماراتي مع صربيا، خصوصا أنّ الإمارات وقفت داعمة لكوسوفو في حربها ضد الصرب، لكن من الواضح أنّ اتفاقيات الأسلحة بين الطرفين كانت مرضية لهما".
ولم تُخف المجلة، المعلومات والتحليلات التي تتحدث عن زيادة عُمق التقارب والود المتبادل بين الإمارات وإسرائيل، بناء على الأخبار التي تناولتها صحيفة هآترس الإسرائيلية، حول لقاءات سرية عالية المستوى جرت بين الطرفين.
وسلطت المجلة الضوء على أنّ وفاة الملك عبد الله، كان نقطة تحوّل في هذه العلاقات بين الإخوان المسلمين والمملكة، وهذا الأمر أزعج الإمارات العربية المتحدة وكذلك مصر، كما أنّ اعتبار تركيا بأنّ حماس عبارة عن حزب سياسي فلسطيني، وتقديم الدعم له، أزعج كثيرا فتح ودحلان وكذلك إسرائيل.
وفي نهاية تقريرها، حاولت المجلة الإجابة عن سؤال: "دحلان يَخدم مَن؟"، وعن ذلك ذكرت بأنّ المعلومات تشير إلى أنّ ثروة محمد دحلان تقدّر بـ 150 مليون دولار، وأنه شخص تم "تصميمه" ليعمل ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مشيرة إلى أنّ دحلان يتهم الرئيس الفلسطيني بالفساد. وتضيف بأنّ الفلسطينيين يعلمون حجم الأعمال القذرة والمستنقعات التي يغرق فيها دحلان، بل يتهمونه بأنه المسؤول عن تسميم رئيس منظمة التحرير السابق ياسر عرفات، خصوصا وأنّ دحلان مكث في السجون الإسرائيلية سنوات وهو لا يملك أي تاريخ سياسي، وهذا يقودنا إلى وجود علاقات قوية بينه وبين الموساد والولايات المتحدة الأمريكية.
يُشار إلى أنّ صحيفة "المونيتور" الأمريكية تناولت هذا التقرير التركي وأشارت إليه في تقرير أعدته حول ما يقوم به محمد دحلان من أنشطة في الشرق الأوسط والعالم.