قالت صحيفة "فايننشل تايمز" إن السلطات في سويسرا فتحت تحقيقا في تورط اثنين من المسؤولين السابقين في دولة الإمارات بقضايا فساد وغسيل أموال وعمليات نهب وسرقة، استهدفت صندوقا استثماريا ماليزيا تبلغ قيمته مليار دولار.
وذكرت الصحيفة البريطانية أنها اطلعت على رسالة تكشف بأن السلطات في سويسرا بدأت تحقيقا بخصوص أنشطة رئيس مجلس الإدارة السابق لشركة الاستثمارات البترولية الدولية (آيبيك) خادم القبيسي، وهي شركة مملوكة لحكومة أبوظبي، أما الاتهامات التي يواجهها الرجل فهي غسيل الأموال والفساد والاحتيال، والضلوع في مؤامرة دولية لنهب صندوق الثروة الماليزي المعروف (1MDB).
وأشارت الصحيفة إلى أن القبيسي ليس فقط مسؤول حكومي سابق في أبوظبي، وإنما هو أحد الرجال المقربين من الشيخ منصور بن زايد آل نهيان الذي يمتلك نادي "مانشستر سيتي" البريطاني.
وبينت أن التحقيقات تطال إلى جانب القبيسي اثنين من مسؤولي صندوق الاستثمارات الماليزي، وتأتي بعد فترة وجيزة من إعلان السلطات الأمريكية أن مليارات الدولارات يُشتبه بأنها تعرضت للنهب من الصندوق الاستثماري الماليزي.
وبحسب الوثيقة التي اطلعت عليها "فايننشال تايمز"، فإن التحقيقات السويسرية تشمل مسؤولا إماراتيا آخر هو محمد بدوي الحسيني، الذي كان يشغل منصبا كبيرا في شركة "آبار" المملوكة لحكومة أبوظبي.
وكانت أعفت أبوظبي العام الماضي القبيسي من كل مناصبه، كما أصدر مصرف الإمارات المركزي في وقت لاحق قرارا بتجميد الأصول المالية له وللحسيني، إلا أن أيا منهما لم يتم إحالته إلى أية محكمة داخل الإمارات، كما أنهما يمتنعان عن التصريح بشأن ما يواجهان من اتهامات.
وكانت شركة الاستثمارات البترولية الدولية-آيبيك الإماراتية (حكومية)، قالت في يونيو الماضي إنها تقدمت بدعوى تحكيم دولي أمام محكمة في لندن بشأن النزاع مع صندوق الاستثمار الحكومي الماليزي (ماليزيا 1 للتنمية بيرهاد) ووزارة المالية الماليزية، مطالبة بتعويضات قيمتها 6.5 مليارات دولار.
وأضافت آيبيك، وهي الصندوق الحكومي لإمارة أبوظبي في بيان، أن الصندوق الماليزي ووزارة المالية الماليزية خالفا التزاماتهما التعاقدية مع الشركة لإعادة هيكلة الديون في منتصف عام 2015.
ودخل الصندوق الماليزي في نزاع مع آيبيك بشأن التزاماته التي يوجبها عليه اتفاق لإعادة هيكلة الديون، توصل إليه الجانبان في يونيو العام الماضي.