على غرار "منتدى الرواد" الذي تنظمه السفارة الإماراتية في لندن، أقامت سفارة الدولة لدى أستراليا، منتدى أيضا، بعنوان ملتقى «عيال زايد» الذي يعقد للمرة الأولى في مدينة جولد كوست بولاية كوينزلاند الأسترالية برعاية  الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي .

حضر افتتاح الملتقى، أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي، وزير دولة لشؤون التعليم العالي، و علي راشد النعيمي، مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، و عبيد الحيري سالم الكتبي، سفير الدولة لدى أستراليا، ومحمد الهاملي، رئيس اللجنة المنظمة.

كلمة السفير

أشار  السفير الكتبي في كلمته الافتتاحية أن الهدف من تنظيم الملتقى للعمل "على تعزيز الهوية الوطنية، وترسيخ أسمى معاني الولاء والانتماء للوطن والقيادة لكونه يعتبر منصة لبناء شخصيات قيادية وطنية".

وتطرق "إلى الدور الإنساني الذي تلعبه دولتنا في المنابر الدولية لترسيخ مبادئ السلم والأمن الدوليين من خلال مبادرات أطلقت لدعم السلام ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف".

السفير، أشاد "بأداء قواتنا المسلحة ضمن قوات التحالف العربي في اليمن، ووقوف دولة الإمارات بجانب الأشقاء، والاعتزاز بالانتماء والهوية والوعي التام بمقتضيات الدفاع عن الأمن والاستقرار، وعن وحدة الدول وسلامة أراضيها، والدفاع عن قيم العدل وحق الشعوب في الحياة الكريمة".

كلمة مدير "أبوظبي للتعليم"
من جهته أشار علي راشد النعيمي، مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، إلى "دور الإمارات الإقليمي المهم، ووضوح مواقفها تجاه قضايا المنطقة، مؤكداً أن هذه المواقف قد لا تعجب في بعض الأحيان دعاة التطرف والغلو، ما يدفعهم إلى إطلاق بعض الإشاعات الكاذبة، والتعرض لرموزنا بالإساءة من خلال مواقعهم الإعلامية" على حد تعبيره.

وقال النعيمي إن "الولاء أمانة يحملها أبناء الوطن بالداخل والخارج، وينبغي على الجميع الحرص على أدائها".

مشاركون آخرون

من مفاجآت الملتقى، أن أحد جنود القوات المسلحة قام "بعرض تجربته في المشاركة مع القوات الموجودة في اليمن، معبراً عن مدى فخره وزملائه بتلبية نداء الوطن".

كما تحدث في الملتقى، الواعظ المتجنس وسيم يوسف، موضحا "بعض التحديات الثقافية والدينية والأخلاقية التي قد تواجه الطلاب الدارسين في الخارج، وبقية الدول الغربية".

وشارك أيضا، ممثلون عن وزارة الداخلية، بهدف توعية الطلاب بالمخاطر الأمنية والشخصية والوطنية، وأخذ الحيطة والحذر من الوقوع في براثنها.

كلمة الوزير الفلاسي

الكلمة الوحيدة التي جاءت مناسبة للحدث هي كلمة الوزير الفلاسي الذي تحدث عن تحديات الطلبة بعد التخرج. ومع ذلك، فقد دعا الطلاب بعدم انتظار الوظائف الحكومية وعليهم التوجه إلى القطاع الخاص. 

ملاحظات طلاب على الملتقى

طلبة إماراتيون شاركوا في الملتقى وآخرون عقبوا على مضمونه إذ رأوا أن الملتقى جاء في إطار سياسي وأيدولوجي أكثر مما جاء يناسب شريحة الطلاب المبتعثين الذين يواجهون صعوبات وتحديات في تلبية تكاليف الدراسة في الخارج وعدم كفاية الأموال المخصصة لهم على تلبية احتياجاتهم. ومع ذلك، فإن الملتقى لم يطرح هذه المشكلة.

الطلاب أشاروا أنهم شاركوا في حلقة لما وصفوه لخطاب "التوجيه المعنوي" الذي يقترن دائما بالعمل العسكري والأمني ولم يستمعوا لحلول لمشكلاتهم إلا ما قاله الوزير الفلاسي رغم أنه يدرك أن القطاع الخاص في الدولة أضعف من أن يوظف الكفاءات الإماراتية، خاصة أن هذا التوجه نحو القطاع الخاص هو أحد متطلبات "البنك الدولي" وتوصياته لدول الخليج، أي أن المواطن هو الذي سيدفع ثمن انخفاض أسعار البترول أكثر من مرة.

أما المتحدثون، فمنهم من شارك في ملتقى الرواد في لندن في مارس الماضي، حيث كان التركيز على تخويف الطلبة من  استيعاب الأفكار الديمقراطية الخلاقة وذلك بذريعة التخويف من الوقوع "بالتطرف والإرهاب"، وفقا للنعيمي و مفسر الأحلام وسيم يوسف.

ورأى الطلبة أن التركيز على التوجه العسكري للدولة وما يقال عن دور إقليمي يتناقض مع ما تقوله بعض المؤسسات الرسمية من تأثر اقتصادي جراء انخفاض أسعار النفط. متسائلين كيف يكمن الحديث عن أدوار كهذه ذات تكلفة اقتصادية مرتفعة جدا وفي نفس الوقت تصرف الطلاب إلى القطاع الخاص. وتساءل الطلبة، عن سبب وجود جندي ينقل لهم تجربته ولماذا تشارك الداخلية في ملتقى طلابي، هل بات العامل الأمني والعسكري هو المدخل الوحيد للتعامل في الدولة؟ يتساءل طلبة وإماراتيون من مختلف الشرائح المجتمعية.