عبر القيادي الأمني البارز في حركة فتح اللواء جبريل الرجوب، نظير محمد دحلان في الضفة الغربية، عن تصور داخلي لطبيعة الحراك العربي الذي يحاول الضغط على القيادة الفلسطينية عبر التدخل بشئون السلطة والرئيس محمود عباس، كما أفاد.
ويزور الرجوب عمان ضيفا لحضور مسابقة مونديال كأس العالم للفتيات، كونه يشغل منصبا رياضيا الآن.
وعلى هامش الحضور إلتقى الرجوب بالعشرات من الشخصيات الرسمية والسياسية الأردنية ولبى العديد من الدعوات والمآدب الشخصية التي تخللها حوار سياسي.
وتحدث الرجوب بصورة خاصة عن الوضع الفلسطيني الداخلي على مائدة رئيس الوزراء الأردني الأسبق الدكتور عبد السلام المجالي وبحضور نخبة من الشخصيات كما لبى دعوة أحد اعضاء البرلمان.
وإنتقد الرجوب، بحسب مصادر خاصة تحدثت لصحيفة "راي اليوم" التي يرأس تحريرها عبد الباري عطوان، في مجالسات على هامش زيارته ما وصفه ب”ضحالة” التفكير الأمني بالنسبة لبعض الدول العربية المجاورة لفلسطين.
ووجه الرجوب نقدا لاذعا كعادته وصريحا حول بعض إجتماعات اللجنة الرباعية العربية التي شكلت مؤخرا لكي تتدخل بعض الأطراف في المعادلة الداخلية معتبرا ان أي تدخل بالشئون الفلسطينية مرفوض بالنسبة لمؤسسات حركة فتح.
ووصف الرجوب، أحد الإجتماعات بدعوة من "الرباعية العربية" (وهي الإمارات والأردن والسعودية ومصر) في القاهرة مع أعضاء في مركزية حركة فتح، بأنه تبين، بأن اللقاء مرتب للجلوس مع “ضباط مخابرات عرب في الدول الأربعة” وصفهم بأنهم “مش فاهمين إشي” (لا يفهمون شيئا).
وألمح الرجوب إلى المؤسسات الفلسطينية الوطنية باتت “حساسة جدا” لأي محاولات لإظهار وإستعراض القوة على أساس “التبعية” لبعض الدول المجاورة والشقيقة مقترحا على المتبعين هذا النهج التوقف .
كما ألمح للإنزعاج من الإضطرار للتعامل مع ضباط أمن عرب لا يعرفون الحيثيات الداخلية ولديهم ضحالة بالمعلومات أوإجتهادات تنم عن خبرات محدودة.
ووصف الرجوب المؤسسات الفلسطينية بأنها قادرة على الوصاية على نفسها وعلى تلمس ما يريده الشعب الفلسطيني ولديها الخبرة الكاملة لمواجهة الصلف الإسرائيلي وعلى حماية المشروع الوطني الفلسطيني.
وإعتبر أن حركة فتح ما زالت مؤسسية و حية وترفض تدخلات بعض الأشقاء بحجة “المصالحة الداخلية الفتحاوية” معتبرا أن حركة فتح تلتف حول الرئيس أبومازن ومؤسساتها قررت حماية مؤسسة الرئاسة، على حد تعبيره.
وأشار إلى أنه يرغب بطمأنة بعض الأطراف المجاورة بأن بعض من تريد الأجهزة إعادتهم إلى الداخل من “مفصولي حركة” فتح ” لن يعودوا للحركة”.
وسبق أن طالب المسؤول والوزير السابق الموالي لمحمد دحلان، سفيان أبو زايدة الاستجابة لتدخلات الرباعية العربية، معتبرا أنه من الخطأ مخالفة ما تريده هذه الرباعية من "إصلاح" حركة فتح أولا ثم عقد المصالحة مع حركة حماس.
ونقلت مصادر إعلامية فلسطينية مؤخرا، من أن عباس يرفض تماما عودة دحلان مفضلا المصالحة مع حماس على المصالحة مع الرجل الذي يعيش في أبوظبي في إشارة إلى دحلان، كون مصالحته مع الأخير تعني أنه تنح لصالح دحلان عن رئاسة منظمة التحرير ورئاسة السلطة، فيما مصالحته مع حماس لا تعني مزاحمة الأخيرة له.
وسبق لجبريل الرجوب أن وصف نفسه بصديق شخصي للشيخ هزاع بن زايد وبعض مسؤولي الأمن، في لقاء تلفزيوني على قناة أبوظبي عام 2004 أثناء مشاركته في عزاء المغفور له الشيخ بن زايد بن سلطان طيب الله ثراه.