احتشد عشرات الآلاف من أبناء جنوب اليمن في عدن اليوم الجمعة (14|10) لإحياء الذكرى السنوية ال53 “لثورة 14 أكتوبر المسلحة”، التي استمرت أربعة أعوام وانتهت بإخراج بريطانيا من عدن في 30 نوفمبر 1967 .
ولبى الآلاف دعوة الحراك الجنوبي المطالب بفك الارتباط مع الشمال واستعادة دولة الجنوب السابقة، ولإحياء المناسبة في مظاهرة أطلق عليها “مليونية التمسك بتحرير واستقلال الجنوب”.
ورفع المحتشدون، الذين تجمعوا في ساحة العروض في قلب مدينة عدن، أعلام دولة الجنوب السابقة بكثافة، ورددوا شعارات تؤكد تمسك الجنوبيين بحق تقرير المصير والاستقلال والحرية، وتدعو إلى سرعة إعلان الانفصال، أو ما يسمى “فك الارتباط عن الشمال”، وإعلان جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية دولة منفصلة عن الجمهورية العربية اليمنية.
وتتولى إدارة السلطة المحلية في عدن اليوم قيادات بارزة من الحراك الجنوبي المطالبة باستعادة دولة الجنوب السابقة، من بينهم عيدروس الزبيدي محافظ عدن ومدير الأمن العام شلال علي شائع، وهما المواليان لأبوظبي التي استضافت اجتماعا سريا العام الجاري لقيادات من الجنوب لبحث سبل الانفصال عن الدولة الأم.
وأكد المشاركون في هتافات التظاهرة الحاشدة على المضي نحو “استقلال دولتهم وطرد التواجد الشمالي من كامل تراب بلادهم بحدود ما قبل مايو 1990″.
وقال الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض “ثورتنا الجنوبية التحررية انطلقت لكي تنتصر انتصاراً يفضي إلى استقلال أرض الجنوب وبناء دولته الجديدة المستقلة على حدودها الدولية ما قبل عام 1990 هذا الهدف الاستراتيجي الذي لن نحيد أو نميل عنه”.
حشود لشكر الإمارات والسعودية
وسائل الإعلام الإماراتية، قالت: خرج عشرات الآلاف من اليمنيين المشاركين في محيط ساحة العروض بمدينة خورمكسر في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن للمشاركة في «مليونية ثورة 14 أكتوبر المجيدة»، رافعين شعارات حملة «شكرا مملكة الحزم» «شكرا إمارات الخير» وصور قادة السعودية، وحكام الإمارات، وأعلام البلدين، للتضامن مع السعودية والإمارات والتعبير عن استنكار أبناء اليمن لقانون جاستا وقصف السفينة المدنية الإماراتية التي كانت تنقل مساعدات وأدوية وجرحى من وإلى ميناء عدن.
وردد المتضامنون الشعارات المناوئة لمليشيات الحوثي والمخلوع صالح وما يقومون به من أعمال قتل ودمار وإرهاب في اليمن.
ونقلت صحيفة "البيان" الصادرة في دبي تصريحا للصحافي فراس اليافعي، رئيس حملة «شكرا مملكة الحزم وشكراً إمارات الخير»، قال فيها: اليمنيون في كافة أنحاء العالم يشعرون بالتقدير لدول التحالف العربي، التي أنقذت اليمن في اللحظات الأخيرة من مخطط دأبت طهران على تنفيذه والتمهيد له لسنوات طويلة.
في الأثناء صدر عن الحملة بيان يستنكر قانون «جاستا» الأميركي، كما أدانت الحملة العمل الإرهابي الغادر الذي ارتكبته الميليشيات الحوثية، باستهدافها لسفينة الإغاثة الإماراتية المدنية. وذكرت في البيان أن «مثل هذا العمل الإرهابي الغادر، والذي كان في عرض البحر بالقرب من الممر المائي المهم باب المندب يُمثل الجانب الحقيقي للمآل الذي كان من المُمكن أن تكون عليه المنطقة وممرات الملاحة في حال تمكّنت الميليشيات من حكم اليمن».
وإزاء الفرق الواضح بين رواية وسائل الإعلام الإماراتية وروايات وكالات أنباء عالمية، تساءل ناشطون يمنيون عن حقيقة استغلال انفصاليي الجنوب مناسبة الاحتفال بالثورة وشكر دول التحالف لرفع شعارات الانفصال ليظهر وكأن شعب الجنوب يؤيد "فك الارتباط" أم أن دول التحالف استغلت الجموع الكبيرة لإظهار شكر الجنوبيين لهم.
الصورة التي نشرتها "البيان" وقالت إن عشرات الآلاف جاءت لشكر التحالف