تحدثت مجلة "إيكونومست" عن الطلب المتزايد على الجِمال من دول الخليج من مدينة كسلا في السودان.
وأشارت الصحيفة إلى أن قبيلة الرشايدة، التي هاجرت من إرتيريا والجزيرة العربية في منتصف القرن التاسع عشر، معروفة في تربية أفضل أنواع الهجن وأسرعها في العالم، مستدركا بأنه لديها سمعة سيئة أيضا في تهريب المهاجرين الإرتيريين، الذين يجتازون الحدود التي تبعد 30 كيلومترا عن مدينة كسلا؛ أملا في الوصول إلى أوروبا.
وبينت المجلة أن الإماراتيين يشترون ما بين 100 إلى 300 جمل صغير في كل عام من بلدة أبو طلحة، بسعر يصل إلى حوالي 80 ألف دولار للإبل الواحد، بحسب كبير مربي الإبل حميد حامد، بالإضافة إلى أن هناك 800 جمل للسباق في البلدة، التي يبلغ عدد سكانها 1200 نسمة، ويقول حامد إن هناك أنواعا أخرى من الجمال تربى لغرض الذبح، وأضاف حامد: "تعد الإبل كل شيء، فهي تعطينا الحليب واللحم والتجارة".
ويستدرك التقرير بأنه رغم أن قبيلة الرشايدة تعد تقليديا من قبائل البدو الرحل، إلا أن العديد من أبنائها استقروا في بلدات، مثل أبو طلحة، التي تحولت إلى غابة من البيوت المبنية من الطين أو الإسمنت.
ولفت إلى أن قبيلة الرشايدة تكيفت مع منع الإمارات مشاركة الأطفال في سباق الهجن، بعد قرار الأمم المتحدة عام 2005، ولا يزال الأطفال يشاركون في التدريب، أو يعطون الأوامر من طريق التحكم عن بعد في سيارات تويوتا.
وتكشف المجلة عن أن القرية تبيع كل شهر 200 جمل صغير للسعودية، و120 لمصر للاستهلاك البشري، بحسب حامد، مشيرا إلى ناقة ضخمة يمكن أن تباع بسعر 25 ألف جنيه سوداني، "1525 دولارا أمريكيا".
ويعلق التقرير قائلا إن تجارة المواشي كبيرة، وتنمو بشكل مستمر في شرق أفريقيا؛ وذلك لإرضاء الطلب عليها في الأسواق الخليجية، التي زادت شهية السكان فيها للحم الجمال.
ويورد التقرير أن الصومال باعت في عام 2015، حوالي 5.3 مليون رأس غنم، بقيمة 384 مليون دولار، مشيرا إلى أن تجارة الماشية تشكل نسبة 40% من الدخل القومي لهذا البلد.
وتختم "إيكونومست" تقريرها بالقول إن "بعض الناس قد يهزأون من بيوت الرشايدة وسياراتهم الجديدة التي اشتروها من تجارة التهريب، لكن هناك مالا كثيرا يمكن كسبه من التجارة الشرعية وتصدير المواشي".