فيما تتواصل المواجهات في معظم المحافظات الغربية العراقية بين الجيش ومسلحي "داعش" ومقاتلي العشائر، تحدثت بعض العشائر عن تقدمها باتجاه بغداد، واتهمت السعودية رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس، بدفع بلده نحو الهاوية بسبب اعتماده سياسة الإقصاء على أسس مذهبية وطائفية، وطالبت بالإسراع بتشكيل حكومة وفاق، وأكدت ضرورة "تجنب السياسات القائمة على التأجيج المذهبي والطائفية التي مورست في العراق"، و"رفض التدخل الخارجي في شؤونه الداخلية"، فيما أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أنه منفتح إزاء تعاون محتمل بين واشنطن وطهران حول العراق، وحذر من أن توجيه ضربات من طائرات من دون طيار قد يكون أحد الخيارات لوقف تقدم "الجهاديين"، ووصف العراق بأنه شريك استراتيجي، وقال إن بلاده "ملتزمة بشدة وحدة أراضي العراق"، وأضاف "هذا حيوي لاستقرار المنطقة"، ودعا حكومة المالكي لأن تكون أكثر شمولاً للطوائف المختلفة .
وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) جون كيربي أن الولايات المتحدة لا تنوي إجراء مشاورات عسكرية مع إيران بشأن احتمال القيام بعمل عسكري في العراق، لكنه لم يستبعد مع ذلك إمكان إجراء مشاورات دبلوماسية، ورفض التعليق على ما إذا كان هناك تعارض بين مواقف "البنتاغون" والخارجية، مكتفياً بالقول إنه "اطلع على تعليقات الوزير كيري" .
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن بريطانيا بحثت مع إيران التطورات في العراق، وقبل أن يلقي وزير الخارجية وليام هيغ بياناً أمام البرلمان قال المتحدث إنه تحدث مع نظيره الإيراني لمناقشة الوضع في العراق وعدد من القضايا، فيما استبعد هيغ مشاركة بلاده عسكرياً في شن ضربات جوية محتملة ضد مقاتلي "داعش" في العراق .
على الأرض، تواصلت الاشتباكات بين مجموعات مسلحة والقوات العراقية في قضاء تلعفر الاستراتيجي الشمالي، وسط نزوح آلاف العائلات، بينما أكدت السلطات أن القضاء لم يخرج عن سيطرتها، وذكر مصدر مسؤول في محافظة نينوى حيث يقع القضاء، والتي خرجت معظم مناطقها عن سيطرة الدولة أن المسلحين تمكنوا بعد هجوم شنوه في ساعة متأخرة من الليل من السيطرة على بعض أحياء القضاء .

وفي الأنبار (غرب)، قال ضابط إن المسلحين الذي باتوا يسيطرون أيضاً على مناطق واسعة من محافظة صلاح الدين وخصوصاً مركزها مدينة تكريت هاجموا نواحي الرمانة والكرابلة والعبيدي على الحدود العراقية السورية، وذكرت مصادر إعلامية، أن القادة العسكريين لمقاتلي العشائر اجتمعوا على بعد 40 كلم من بغداد، لبحث الخطوات الميدانية المقبلة، فيما أكدت مصادر عشائرية في الأنبار أن مقاتليها قادرون على تطهير المحافظة من متطرفي "داعش"، شرط أن تسحب حكومة المالكي الجيش، وقال المتحدث باسم مقاتلي العشائر إن المقاتلين بدأوا التقدم باتجاه بغداد، وإن القرار بالتقدم اتخذ بعد اجتماع القادة العسكريين، وأكد أن أقضية محافظة صلاح الدين والحويجة والرشاد وديالى تحت سيطرة العشائر .