أحدث الأخبار
  • 12:11 . إيران تصادر ناقلة نفط في خليج عمان... المزيد
  • 12:11 . ارتفاع حصيلة انفجار "غامض" بحفل زفاف في درعا إلى 33 مصابا... المزيد
  • 11:56 . ترامب يعلن بدء ضربات أميركية ضد عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية... المزيد
  • 11:52 . محكمة تونسية تقضي بسجن المعارِضة عبير موسي 12 عاما... المزيد
  • 11:31 . وثيقة تكشف استيلاء أمريكا على ناقلة نفط قرب فنزويلا قبل انتهاء صلاحية مذكرة مصادرة... المزيد
  • 11:30 . وفد سعودي–إماراتي يصل عدن لاحتواء التوتر في المحافظات الشرقية ودفع الانتقالي للانسحاب... المزيد
  • 01:09 . تحليل: صعود نفوذ الإمارات جنوب اليمن يضع السعودية أمام معادلة أكثر تعقيداً... المزيد
  • 12:45 . "الأبيض" يحلق إلى نصف نهائي كأس العرب على حساب الجزائر... المزيد
  • 10:27 . وزيرا خارجية عمان وتركيا يبحثان تعزيز الشراكة وتطورات المنطقة... المزيد
  • 10:27 . بريطانيا تفرض عقوبات على أربعة من قادة قوات الدعم السريع بينهم شقيق دقلو... المزيد
  • 10:26 . حكومة الإمارات تصدر تعديلات جديدة على قانون الجرائم والعقوبات وسط انتقادات حقوقية مستمرة... المزيد
  • 05:36 . قمة كروية مرتقبة في ملعب البيت.. "الأبيض" يواجه الجزائر في ربع نهائي كأس العرب... المزيد
  • 01:59 . وفاة سبعة فلسطينيين بغزة جراء انهيارات بسبب المنخفض الجوي... المزيد
  • 01:58 . الإمارات والاتحاد الأوروبي يطلقان مفاوضات لإبرام شراكة استراتيجية شاملة... المزيد
  • 01:57 . أمريكا " تضغط" للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف النار وإلزام الاحتلال بإزالة الأنقاض وإعمار غزة... المزيد
  • 01:54 . السعودية تُصعّد إعلامياً ضد المجلس الانتقالي.. رسالة غير مباشرة إلى الإمارات؟... المزيد

الطائفية تحطم الوطنية

الكـاتب : خليفة علي السويدي
تاريخ الخبر: 30-11--0001


الولايات المتحدة الأميركية، التي تأسست عن طريق اتحاد 13 مستعمرة بريطانية عام 1776م، وخاضت حروباً أهلية طاحنة حتى تم الاتحاد الذي نعرفه اليوم، تخيل أن ذلك الاتحاد قام على مبدأ المحاصصة الطائفية أو العرقية أو الدينية، هل ستكون لدينا أقوى دولة في العالم؟ أميركا قامت على دستور تم اعتماده عام 1787 جعل تلك الولايات المختلفة متحدة تحت قيادة مركزية في واشنطن العاصمة، وتم تطوير وثيقة الحقوق عام 1791 لتضمن الحقوق المدنية الأساسية والحريات لكل مواطن أميركي مهما كان اعتقاده أو عرقه.

في مقابل هذه الصورة الوردية من حيث التأسيس والتطبيق، دعوني أسوق لكم مثلاً لشعب نحبه جميعاً ونحترمه، لأن مواطنيه بلغوا من الرقي مكانة جعلت قلوب من يتعامل معهم يحبهم، إنه لبنان والذي الذي استقل رسمياً 1943 واعتمد اسم الجمهورية اللبنانية، لكن هذا الشعب الذي يتكون من 18 طائفة معترف بها، تجده يعرف على أنه جمهورية ديمقراطية برلمانية طوائفية توزع السلطات على طوائف مختلفة، فرئيس الجمهورية ماروني ورئيس الوزراء مسلم سُني رئيس مجلس النواب شيعي، وتقوم الطوائف المختلفة بالتفاعل مع الأحداث في لبنان حسب مصالحها، على عكس الولايات المتحدة التي ضمنت منذ تأسيسها بناء اتحاد وطني وسياسي تأتي صورة لبنان مناقضة لذلك فقامت هذه الجمهورية على أسس طائفية، والنتيجة هي الحروب الأهلية المتتالية، وأصبح لبنان يعيش حروباً بالوكالة نتيجة التحزبات والولاءات الخارجية. قد يستغرب البعض عن سر هذه المقدمة التاريخية.

ما يشهده العراق اليوم من بوادر حرب أهلية طاحنة استدعى في ذهني هاتين الصورتين من التاريخ، فهل العراق المتحد نحى منحى الولايات المتحدة الأميركية، أم أن الصورة اللبنانية هي الأقرب لكن بمقياس كبير جداً يؤهل المنطقة كلها لمزيد من الحروب والصراعات؟ للأسف الشديد من يدرس تاريخ العراق المعاصر يجد فيه تكراراً للأخطاء التي وقع فيها أهل لبنان، فكأن الصورة الفرنسية للتركيبة اللبنانية طبقها الأميركيون لتكون نموذجاً عراقياً ديمقراطياً طائفياً يضمن استمرار الصراع على السلطة بين الأقطاب المختلفة، ويؤكد حقيقة أن العراق لن يعود دولة قوية عبر الزمن، فكلما تقادم هذا النظام الطائفي غير الوطني، ابتعدت الأعراق والأحزاب والطوائف عن بعضها، ولجأت إلى الخارج تستغيث بمن يمدها بالمال والسلاح تارة، ومن يؤجج نار الحرب الأهلية تارة أخرى.

لن يعود العراق إلى مجده حتى يزيل كل مظاهر العنصرية الطائفية من جذورها، ويتخلص من قادة الفتن، الذين ينادون علناً بالوحدة الوطنية، لكنهم في محافلهم وفي حقيقة أمرهم ينفذون أجندات طائفية غير وطنية.

وما نشهده اليوم من حروب إعلامية وفكرية تبثها القنوات المختلفة حسب مرجعياتها الفكرية والعقدية، يؤكد لكل عاقل أن هذا الطريق لن يقود العراق العريق إلى الجمهورية العراقية المتحدة، لكنه درب للهاوية والسقوط في مآسي الحروب الأهلية المستمرة، فكلما هدأ الوضع وأخذ الناس اتجاههم في طريق الاقتصاد القوي والبنية التحتية والمعرفية الراقية، تنادى أهل الفتن إلى مذاهبهم كي تراق الدماء من جديد.

العراق‏‭ ‬اليوم‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬قيادة‭ ‬وطنية‭ ‬صادقة،‭ ‬لن‭ ‬تأتي‭ ‬بها‭ ‬صناديق‭ ‬الاقتراع‭ ‬الحزبية‭ ‬ولا‭ ‬المذهبية، ‬لكنها‭ ‬نتيجة‭ ‬حراك‭ ‬جماهيري‭ ‬يقول‭ ‬لكل‭ ‬حزبي‭ ‬أو‭ ‬مذهبي:‭ ‬لن‭ ‬نكرر‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬تجارب‭ ‬الدول‭ ‬الطائفية‭ ‬‭،‬فنحن‭ ‬أمة‭ ‬قوية‭ ‬لها‭ ‬أصولها‭ ‬وجذورها‭ ‬التاريخية‭ ،‬ولا‭ ‬تنقصنا‭ ‬سوى‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تدمرها‭ ‬الطائفية‭.