أطلق المتجنس ومفسر الأحلام المدعو وسيم يوسف إمام مسجد الشيخ زايد الكبير بالإمارات، تغريدة جديدة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، يتحدث فيها عن الجزائر.
غير أن حديث الشيخ وسيم يوسف عن الجزائر هذه المرة، كان عبر بوابة التاريخ، وتزامنا مع التصريحات التي أطلقها حاكم الشارقة والتي أثارت جدلا كبيرا داخل الجزائر وحتى خارجها.
وكان من ضمن ما قاله حاكم الشارقة في حديث جانبي مع الصحافيين، قوله أن الرئيس الفرنسي سنوات الخميسنات والستينات شارل ديغول قرر منح الاستقلال للجزائر لإرضاء جمال عبد الناصر، وهو ما فهم منه وجود رغبة للانتقاص من شأن الثورة الجزائرية وتضحيات ملايين الجزائريين، وتجاهل لدماء مليون ونصف مليون شهيد.
وقال وسيم يوسف في تغريدته التي تزامنت مع تصريحات حاكم الشارقة "لن تجد في العالم العربي دولة قدمت الشهداء وقامت بالتضحيات من أجل إرجاع سيادتها ووطنها أكثر من دولة الجزائر".
وبدا واضحا من خلال تلك التغريدة أن المقصود منها هو الرد على حاكم الشارقة رغم عدم تسميته أو ذكر صفته، وهو ما تجلى بشكل واضح من خلال الردود على التغريدة، والتي كان معظم أصحابها من الجزائريين، حيث أثنوا على كلام الشيخ وسيم يوسف.
ومن جهته، قال أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية أنه لا يجوز التشكيك في حب الإمارات للجزائر ولثورتها وتضحياتها.
وكتب في سلسلة تغريدات على حسابه على «تويتر» أن «البعد الذي تطرق له الشيخ سلطان القاسمي أحد جوانب صراع قاده شعب ملحميا بتضحياته».
وأضاف في تغريدة «الاستقلال الجزائري وليد تضحيات الشعب ومقاومته عبر ثورة تاريخية كبرى، والأدوار الإقليمية والدولية جزء مساند من المشهد، وقارئ التاريخ يدرك ذلك».
وقال إن «الثورة الجزائرية أحد أهم فصول التحرر الوطني وعلامة فارقة في تفكيك عصر الاستعمار الأوروبي، التضحية الأسطورية للشعب مكنت الحرية والاستقلال»، مشيراً إلى أن «ثورة الجزائر تتجاوز في بعدها الإطار العربي، لتكون معبراً عن مرحلة التحرر الوطني في التاريخ الإنساني. التضحية بالنفس والنفيس حققت الإنجاز».
وزعم، «لا يمنع ذلك أن المشهد المعقد شمل أدواراً للدول والشخصيات والشعوب المساندة للثورة، ولا يبخس ذلك من التضحيات الكبرى التي حققت الاستقلال والحرية».
وكان حاكم الشارقة أرجع استقلال الجزائر إلى "مجاملة" من الرئيس الفرنسي ديغول وجمال عبد الناصر في الستينيات، واعتبر مراقبون أن قرقاش و يوسف يصطادون في الماء العكر بين حاكم الشارقة والجزائريين، وهو الخبير التاريخي والسياسي الذي يستطيع أن يوضح مقصده بنفسه دون أن يتدخل آخرون في تصريحاته وتوجيهها أو التعقيب عليها، سوى انها تشكل انتهازية سياسية، بحسب المراقبين.
