أكد الدكتور أمين حسين الأميري وكيل وزارة الصحة المساعد لسياسة الصحة العامة والتراخيص ، أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع رصدت تداول بعض الأفراد لمقطع فيديو يحمل ادعاءات مضللة غير علمية عن قدرة فيتامين B17 على الشفاء من مرض السرطان ، تفتقر إلى حقائق علمية مثبتة من قبل جمعيات السرطان أو حتى الجهات الصحية العالمية . وحذّر سعادته من مغبة تداول مثل هذه الشائعات المضللة خاصة وأنها تتعلق بعلاج مرض خطير يتسبب بوفاة الملايين حول العالم ، إلا بعد التأكد من السلطات الصحية في الدولة ، وهي الجهة المنوط بها الإعلان عن العلاجات المعتمدة على مستوى الدولة.
وأوضح الدكتور أمين الأميري أن B17 معروف بأسماء أخرى مثل ليتريل و أميغدالين ، وهو عبارة عن مادة موجودة في عجوة بعض الفاكهة و في بعض النباتات، هو بالحقيقة ليس «فيتامين» و لا يصح استخدامه كعلاج للأمراض السرطانية حيث إن الدراسات العلمية التي أجريت على هذا المنتج لم تثبت فعاليته في علاج هذا المرض ، بل أظهرت احتمالاً كبيراً بالإصابة بعوارض جانبية خطيرة ، و يزداد احتمال ظهور العوارض الجانبية إذا أخذ هذا المسحوق عن طريق الفم.
وقال إن الأبحاث الطبية أكدت ارتفاع خطر التسمم وتدني أو انعدام فعالية هذه المادة واستخدامها كعلاج للسرطان. كما أن العوارض الجانبية لهذه المدة ناجمة عن احتوائها لسم السيانيد، ومن عوارض التسمم به؛ الصداع و الدوخة، انخفاض ضغط الدم، ارتفاع الحرارة، تلف الكبد، عدم وصول الأوكسيجين للأوعية، تلف في عمل الجهاز العصبي . وأعلنت هيئة الغذاء والدواء الأميركية FDA عن منع الادعاءات الطبية المتعلقة بمادة B17 حول قدرتها على تدمير الخلايا السرطانية ، حيث قامت الهيئة بسحب كثير من المنتوجات من الأسواق الأميركية تحتوي على هذه الادعاءات بخصوص فعالية مادة B17.
وأكد أن هذا التضليل تسبب بإدخال الفزع والهلع إلى نفوس المرضى و جعلهم يتجنبون استخدام الأدوية، مشيراً إلى تلقيه شخصياً عدداً من الاتصالات من بعض المرضى والمسؤولين لجلاء حقيقة هذه الشائعات وعن وفعالية B17 في علاج السرطان ، ولفت إلى أن منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الصحية الدولية الأخرى تؤكد أن مراحل العلاج تبدأ من الاستئصال الجراحي ثم العلاج الكيماوي والإشعاعي وهي الممارسات العلاجية المعتمدة في أعرق المراكز الطبية المتخصصة، ويبقى الاكتشاف المبكر للسرطان أسرع الطرق لتحقيق الشفاء بنسبة عالية ، وهذا ما تعمل عليه كل المبادرات والمشاريع التي تطلقها وزارة الصحة ووقاية المجتمع والهيئات الصحية بالدولة . حيث تواكب الأساليب العلاجية المتبعة في المستشفيات الحكومية والخاصة لعلاج السرطان أحدث الممارسات العالمية فضلاً عن توافر الدواء فور اعتماده من المنظمات الدولية في الولايات المتحدة وأوروبا.