تصاعدت لهجة الاتهامات بين الولايات المتحدة وروسيا على خلفية الضربة الصاروخية التي وجهتها واشنطن إلى قاعدة الشعيرات الجوية السورية؛ حيث قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن خطوات مماثلة قد تكون ضرورية، في حين اتهمت موسكو واشنطن برعاية الإرهاب.
وأطلع ترامب، أعضاء الكونغرس الأمريكي على القصف الصاروخي الذي أمر بتنفيذه على قاعدة الشعيرات السورية، وحذر من أن خطوات مماثلة "قد تكون ضرورية".
وفي رسالته إلى أعضاء الكونغرس، قال ترامب: "لقد أمرت بتنفيذ هذا القصف؛ من أجل الحدّ من قدرة الجيش السوري على تنفيذ هجمات كيماوية أخرى، وكذا لجعله يتراجع عن استخدام هذا النوع من الأسلحة".
ووفقاً لما نشرته "بي بي سي"، فقد كتب ترامب أن الولايات المتحدة "سوف تتخذ خطوات إضافية في حالة الضرورة"، مضيفاً أن "قراره يستند إلى ما يتطلبه الأمن القومي للولايات المتحدة، وبمقتضى الصلاحيات التي يخولها له الدستور".
وإبلاغ ترامب للكونغرس تفاصيل الضربة، سبقه اتصال هاتفي هو الأول بعد الضربة الأمريكية بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره الأمريكي ريكس تيلرسون.
وخلال الاتصال، أبلغ لافروف نظيره الأمريكي أن الولايات المتحدة "تلعب لعبة الإرهاب"، محذراً من أن "الدولة التي تقود معارك ضد الإرهاب، هي ذاتها تقوم باللعبة نفسها وتخلق بذلك التوترات الإقليمية والدولية".
ووفق بيان صادر عن الخارجية الروسية بشأن المكالمة بين الوزيرين، فقد اعتبر لافروف القصف الذي قامت به واشنطن "يصب في مصلحة المتطرفين".
ويوم الجمعة، قال تيلرسون إنه يشعر بالإحباط من الموقف الروسي ورد فعل موسكو تجاه الضربة، معتبراً ذلك "يعني مواصلة دعم النظام السوري".
وحسب هيئة الصحة في محافظة إدلب، فإن 89 شخصاً، بينهم 33 طفلاً، و18 امرأة، قُتلوا في الهجوم الكيماوي الذي شنه نظام الأسد على "خان شيخون" بريف إدلب، الثلاثاء الماضي، في حين أصيب أكثر من 500.
وأعلنت موسكو تعليق اتفاق مع القوات الأمريكية يهدف إلى تجنُّب الحوادث في الأجواء السورية بين طائرات كلا البلدين، كما تعهدت بتعزيز الدفاعات السورية المضادة للطائرات، بعد القصف الأمريكي.
وسيناقش الوزيران الروسي والأمريكي الوضع في سوريا، الأسبوع المقبل في موسكو، التي سيصل إليها الوزير الأمريكي، الثلاثاء.
واستبعدت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، السبت، تحقيق حل سياسي للأزمة السورية في ظل وجود بشار الأسد في الحكم.