أحدث الأخبار
  • 08:14 . اجتماع الرياض بشأن سوريا.. تأكيد على دعم العملية الانتقالية السياسية والسعي لرفع العقوبات... المزيد
  • 08:13 . تليغراف: إدراج أبوظبي ثمان منظمات بريطانية على قائمة الإرهاب "سابقة خطيرة"... المزيد
  • 08:07 . قواعد جديدة لضريبة القيمة المضافة على تجار الذهب والماس في الإمارات... المزيد
  • 08:03 . قلق السلطة الفلسطينية من خطة أبوظبي في غزة وراء معركة جنين... المزيد
  • 07:55 . السعودية تؤكد على أهمية رفع العقوبات المفروضة على سوريا... المزيد
  • 07:54 . عبدالله بن زايد من الرياض: نريد سوريا موحدة وآمنة لا "إرهاب فيها ولا إقصاء"... المزيد
  • 07:43 . انطلاق اجتماع عربي دولي في الرياض بشأن سوريا... المزيد
  • 12:45 . إصابة ثمانية جنود إسرائيليين خلال معارك مع المقاومة بجباليا... المزيد
  • 12:44 . ارتفاع عدد قتلى حرائق لوس أنجلوس بالولايات المتحدة إلى 16 قتيلا... المزيد
  • 11:56 . ما العلاقة بين النشاط البدني وطول العمر والشيخوخة؟... المزيد
  • 11:56 . "الأرصاد" يتوقع تشكل الضباب على بعض المناطق الداخلية... المزيد
  • 11:55 . الكويت تستعد لإرسال وفد دبلوماسي إلى دمشق لإعادة تأهيل السفارة... المزيد
  • 11:31 . مقتل أربعة جنود إسرائيليين جراء تفجير لغم شمال قطاع غزة... المزيد
  • 10:32 . إثيوبيا والصومال تتفقان على إعادة تفعيل العلاقات الدبلوماسية بالكامل... المزيد
  • 12:42 . أوامر إخلاء جديدة في لوس أنجلوس بعد تغيير في اتجاه أكبر الحرائق... المزيد
  • 12:42 . الجيش السوداني يستعيد مدينة ود مدني... المزيد

أكاديمي أمريكي يصف السيسي بـ"الأكثر قمعًا في تاريخ مصر الحديث"

مسجد أحرقة السيسي بعد الانقلاب
وكالات – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 16-04-2017


انتقد «ماير والترز»، الأكاديمي والباحث الأمريكي في جامعة جورج تاون، احتضان الإدارة الأمريكية الجديدة لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي الذي يترأس نظامًا يقمع المعارضة ويغذي مشاعر الانقسام والتطرف في المجتمع المصري.

تعليقات الكاتب عبر عنها في مقال نشرته مجلة «فورين آفيرز» الأمريكية، بعد أيام قليلة من الحادث الذي هاجم فيه انتحاريون كنائس قبطية في مدينتي طنطا والإسكندرية في مصر، مما أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصًا في عيد أحد الشعانين.

وقال الكاتب إنه وفي حين كان الهجوم مدمرًا، فإنه لا ينبغي أن يشكل مفاجأة. تنظيم  (داعش) الذي أعلن مسؤوليته عن الهجوم، كان قد تعهد في السابق بزيادة هجماته على المسيحيين المصريين. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، تصاعدت وتيرة الهجمات على الكنائس المسيحية وقوات الأمن والسياح، بحسب ترجمة موقع "ساسة بوست".

وأضاف الكاتب أن تفجيرات الكنيستين جاءت بعد أيام قليلة من عودة الرئيس المصري من زيارته الأولى إلى البيت الأبيض، مشيرًا إلى أن السيسي حاول تبرير حكمه القاسي من خلال تقديم نفسه على أنه الحاكم القوي البصيرة القادر على تحقيق الاستقرار والازدهار مرة أخرى في مصر في أعقاب اضطرابات الربيع العربي. لكن هجمات الشعانين تكشف كيف كانت هذه الوعود جوفاء، فضلًا عن محدودية السيسي باعتباره حليفًا للولايات المتحدة، وفق ما ذكره الكاتب.

وتابع الكاتب بقوله إنه وبصرف النظر عن التساؤلات حول أخلاقيات احتضان الزعيم الأكثر قمعًا في تاريخ مصر الحديث، فإن السيسي ليس هو الرجل القوي المنقذ كما يقدم نفسه دائمًا. يعتمد الرئيس المصري على القمع الشديد والأوهام لتحقيق المعجزات الاقتصادية للبقاء في السلطة. وفي الوقت نفسه، يستخدم السيسي شبح الإرهاب ذريعة لتهميش المعارضين والمنتقدين للنظام العسكري الذي يقوده.

وقال الكاتب إنه وعلى الرغم من أن السيسي قد تعاون مع الغرب للحفاظ على الوضع الراهن في الأجل القصير، فإنه ليس شريكًا يمكن الاعتماد عليه لتحقيق الاستقرار في مصر أو في المنطقة.

السيسي في الإعلام المصري ونظيره الأمريكي

في محاولة لتسويق الزيارة الأولى إلى البيت الأبيض، احتفت وسائل الإعلام الموالية للحكومة المصرية بالزيارة، حيث أشادت صحيفة «الأهرام» المصرية بتصوير وسائل الإعلام الأمريكية لزيارة «السيسي» للبيت الابيض على أنها لقاء بين «أرواح متشابهة». واحتفت صحيفة «الشروق» بـ«حقيقة» أن السيسي حصل على كل شيء كان ينتظره في السنوات الأربع الماضية في ست دقائق فقط في البيت الأبيض: المساعدات الاقتصادية والتصريحات العلنية بالثقة المفرطة في السيسي قائدًا وشريكًا.

في المقابل، انتقدت وكالات الأنباء الرئيسية في الولايات المتحدة بقوة دعوة السيسي للبيت الأبيض، الذي يقمع المعارضين ووسائل الإعلام. استمر هذا النقد لاحتضان إدارة الرئيس دونالد ترامب للرئيس المصري في أعقاب تفجيرات أحد الشعانين. كان هناك ثمة ترقب لرؤية كيف ستستفيد الحكومة المصرية بشكل ملموس من العلاقات الدافئة مع إدارة ترامب. بعد تفجيرات الشعانين، أعلن السيسي حالة الطوارئ بالبلاد لمدة ثلاثة أشهر وحظر وسائل الإعلام التي ألقت باللوم على الحكومة المصرية لعدم بذل المزيد من الجهد لمنع الهجمات.

سابقًا، عج الإعلام المصري بنظريات المؤامرة حول العلاقات الغامضة بين إدارة «أوباما» وجماعة الإخوان المسلمين. الآن، الاحتفاء بتحقيق النصر في زيارة السيسي إلى البيت الأبيض يكمل السرد الذي يصور الحكومة المصرية على أنها تتحكم في علاقتها مع الولايات المتحدة. (وسائل الإعلام المصرية حتى ذهبت إلى حد الادعاء بأن ترامب فاز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بسبب تأييد السيسي له).

و يكشف خطاب الحكومة المصرية ضعفها، وليس قوتها. في ظل هذه المآسي التي وقعت في أحد الشعانين، فإن عبادة شخصية السيسي يمكن الحفاظ عليها فقط بالأوهام التي ترعاها الحكومة والأكاذيب، التي تعتمد على القمع الوحشي للأصوات المعارضة من مختلف ألوان الطيف الأيديولوجي.

صورة السيسي في الخارج

قال الكاتب إن السيسي قدم نفسه في الخارج بوصفه نموذجًا للزعيم العربي الصديق للغرب، «منارة الإسلام المعتدل»، الذي يمكنه محاربة التطرف في جميع أنحاء العالم الإسلامي. تحت قيادته، قامت الحكومة المصرية بالتعاقد مع جماعات ضغط أمريكية لتسويق صورة مصر بالخارج والحفاظ على تدفق المساعدات الخارجية بعد الانقلاب العسكري عام 2013. وكانت زيارة السيسي إلى البيت الابيض تتويجًا للجهود الأمريكية المصرية لإعادة تركيز العلاقة على التعاون لمكافحة الإرهاب، وبعيدًا عن الانتقادات بشأن حقوق الإنسان.


إذا صنفت واشنطن جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، فإن السيسي سوف يكون لديه المزيد من الحرية للقمع في الداخل. ومع ذلك، فقد قال العديد من الخبراء في شؤون الشرق الأوسط، بما في ذلك منتقدي الإخوان، أن مثل هذا التصنيف سيكون خطوة غير حكيمة لأن جماعة الإخوان المسلمين هي مظلة منظمة بشكل فضفاض تشمل العديد من الجماعات في جميع أنحاء العالم. نبذت جماعة الإخوان المسلمين المصرية العنف منذ عقود، وتحظى بدعم من مساحات واسعة من المجتمع، وكانت تتولى مهام الحكم بالبلاد بين عامي 2012 و2013.

وأكد الكاتب أن دعوات الحكومة المصرية الحالية لمواجهة التهديد الإرهابي هي جزء من محاولات السيسي لتسويق نفسه على أنه صاحب رؤية ذات مصداقية على الصعيد الدولي وقائد مسلم «معتدل».

وعلى الرغم من أن السيسي يقدم نفسه بوصفه حارسًا ضد خطر الإرهاب والفوضى، فقد زادت تكتيكاته القمعية المشكلة سوءًا. كما تظهر تفجيرات أحد الشعانين، لم يحل السيسي مشكلة الأمن الداخلي.

وفي الوقت نفسه، اعتمدت وعود السيسي الأخرى في كثير من الأحيان على «حلول» غير واقعية أو حتى سحرية. منذ عام 2013، وعدت الحكومة المصرية بعلاج فيروس الإيدز والتهاب الكبد الوبائي C، وأطلقت مشروعات عملاقة مشكوك فيها اقتصاديًا لتوسيع قناة السويس (الممولة جزئيًا من مشتريات المصريين لشهادات استثمار خاصة)، والتخطيط لبناء عاصمة جديدة حديثة.

على خلفية تدابير المصاعب الاقتصادية وإجراءات التقشف، دعا السيسي مرارًا وتكرارًا المصريين العاديين لتحمل العبء بشكل شخصي باعتباره جزءًا من واجبهم الوطني: «لو أن 10 مليون مصري ممن يمتلكون موبايلات صبح على مصر بجنيه واحد، يعني في الشهر 300 مليون جنيه وفي السنة 4 مليار جنيه..إحنا بنتكلم كتير».

خطورة احتضان الطاغية

أخيرًا، حذر الكاتب من أن احتضان السيسي في الغرب قد يأتي بنتائج عكسية على كل من الصعيدين الأمني والاقتصادي. تأييد السيسي يعني تأييد جانب واحد في الصراع السياسي الداخلي، الذي يتطلب تسوية سياسية. سوف يستخدم السيسي الشرعية الدولية المعززة لمواصلة قمع المعارضين السياسيين باسم الأمن القومي وترسيخ دور الجيش في الاقتصاد.

واختتم الكاتب بقوله: «إن السيسي هو شخصية استقطابية للغاية دون مصداقية للتوصل إلى تسويات سياسية ضرورية للحد من التطرف أو حل المشاكل الاقتصادية العميقة الجذور في مصر، بما في ذلك العمل مع المعارضين السياسيين، والتنازل عن بعض السلطة السياسية والاقتصادية الهائلة للجيش. قد تكون الولايات المتحدة عالقة في الوقت الراهن مع السيسي، وقد تتبادل بعض المصالح على المدى القصير مع حكومته. ومع ذلك، فإن دعم الطغاة الذين يعتمدون على دعم المساعدات ليس وصفة للاستقرار والرخاء على المدى الطويل».