قال أمين عام حلف شمال الأطلسي «ناتو»، ينس ستولتنبرغ، إن الحلف على استعداد لتقديم الدعم لحكومة الوفاق في ليبيا، ومساعدتها لإنشاء مؤسسات وزارة الدفاع، وهيئة الأركان وقوى المخابرات. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني بعد محادثات ثنائية في روما.
وأضاف: «لقد تحدثت الأسبوع الماضي مع رئيس الوزراء (الليبي) فايز السراج، وستقوم مجموعة من الخبراء من منظمة حلف شمال الأطلسي بزيارته خلال الأسابيع المقبلة للتباحث مع السلطات الليبية حول كيفية إنشاء وزارة الدفاع، وهيئة الأركان وقوى المخابرات». واستطرد في السياق ذاته قائلا: «وذلك في سبيل بناء المؤسسات التي هي مفتاح استقرار ليبيا». وأوضح ستولتنبرغ أن «إيطاليا تؤكد مرة أخرى أنها حليف ذو قيمة كبيرة لأنها تساعد على حل المشاكل في ليبيا».
وفي ظل الانقسام في ليبيا، فإن روما تتعامل بشكل رسمي مع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في طرابلس، الذي يرأسه فائز السراج.
وفي سياق آخر أشار الأمين العام إلى أن المحادثات مع جينتيلوني تناولت «التزام الحلف في البحر الأبيض المتوسط، وجنوبي أوروبا، وإمكانية إنشاء مركز لحلف ناتو في نابولي (الإيطالية)، وطلب الولايات المتحدة لزيادة الإنفاق العسكري من قبل الحلفاء الأوروبيين».
وتوجه ستولتنبرغ «بالشكر الجزيل إلى إيطاليا لكونها حليفاً مخلصاً ووثيقاً في مسارح دولية مختلفة، وهذا أمر مهم جداً للدفاع الجماعي ولقوة حلف شمال الأطلسي». وسلط الأمين العام الضوء على «الدور الهام الذي تضطلع به إيطاليا في أفغانستان والبلقان حيث تقود قوة حلف شمال الأطلسي في كوسوفو».
من جانبه أكد رئيس الوزراء الإيطالي أن «إيطاليا، تولي أهمية كبيرة للبعد السياسي لالتزام حلف شمال الأطلسي في البحر المتوسط ولا سيما في الجانب الجنوبي من أوروبا» .
هذا واتهم رئيس مجلس النواب، المستشار عقيلة صالح، المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بـ»الاستقواء بالخارج»، واصفًا جمع السراج بين رئاسة المجلس الرئاسي ورئاسة حكومة الوفاق الوطني بـ»المؤامرة والسابقة التي لم تحدث من قبل»، على حد زعمه.
واعتبر مراقبون أن ما أعلنه الناتو يشكل إدارة المجتمع الدولي ظهره لطبرق وقائد المليشيات خليفة حفتر والتركيز فقط على بناء مؤسسات ليبية وطنية وتجاهل الثورة المضادة، وهو ما يعني أن حفتر وداعميه في القاهرة وأبوظبي في طريقهم لخسارة سياسية كبيرة في هذا البلد.