وكشفت صحيفة “ميليتاري تايمز” المختصة في الأخبار العسكرية، أن وزارة الدفاع الأمريكية زودت ميليشيات كردية في سوريا بمعدات وأسلحة متطورة، في حين نفى البنتاغون ذلك مؤكداً أنه “ملتزم بالقوانين الضابطة لتسليح الحلفاء والتي تمنع مثل هذا النوع من التسليح لميليشيات على شاكلة القوات الكردية”.
وتشمل المعدات -بحسب الصحيفة- نظارات للرؤية الليلية المصنعة من الولايات المتحدة وبنادق وبصريات متقدمة إضافة لمواد أخرى، وهي المعدات نفسها المستخدمة من قبل قوات العمليات الخاصة الأمريكية.
ويدعم نحو 900 مستشار أمريكي، في شمال سوريا، تحالفات منفصلة تضم الآلاف من المجندين الأكراد والعرب، تم نقلها من قبل وحدات الدفاع الشعبية، بينما برزت الميليشيا المعروفة على نطاق واسع باسم وحدات حماية الشعب” YPG”، باعتبارها أكثر الوكلاء الموثوقين عند الجيش الأمريكي على أرض المعركة، رغم أنهم مليشيات إرهابية طردت السكان العرب من أراضيهم واستولت عليها، وهو ما يؤكد التصنيف التركي لهذه المجموعات الإرهابية أيضا.
العلاقة مع تركيا وحرج التحالف
ومن المرجح أن يثير هذا التطور غضب تركيا، التي تعتبر وحدات حماية الشعب مجموعة إرهابية، ما يمكن أن يتسبب بمشاكل دبلوماسية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه للأمن القومي.
وعلى غرار سابقتها، فإن إدارة ترامب تكافح من أجل تحقيق توازن بين العلاقة الضعيفة مع الفصائل المتنوعة التي جمعتها واشنطن، ضمن جهودها المتفاوتة لتدمير داعش وتحقيق الاستقرار في المنطقة وحماية الحلفاء الذين سيظلون عرضة للخطر عندما تنسحب القوات العسكرية الأمريكية في نهاية المطاف من سوريا الممزقة بالحرب، على حد تعبير الصحيفة المتخصصة.
وفي حين أن البنتاغون يعترف بتسليح بعض الحلفاء داخل سوريا، برشاشات هجومية من نوع (أي كيه-47) وغيرها من الأسلحة الأساسية روسية الصنع، إلا أن مسؤولين عسكريين أمريكيين نفوا تقديم أي شيء لوحدات حماية الشعب.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، إنه “من المرجح أنهم حصلوا عليها من خلال وسائل أخرى ومن مصادر أخرى”.
ويقدر المسؤول أن عدد مقاتلي وحدات حماية الشعب شمال سوريا يبلغ نحو 40 ألف مقاتل. ويعتقد أن قوات مكافحة الإرهاب الكردية من النخبة “YAT” يبلغ عددهم المئات لكن من غير الواضح على وجه التحديد عدد أفراد القوات الخاصة السرية “الكوماندوز” بينهم.
وتعتبر علاقة واشنطن بالأكراد معقدة بسبب إصرار أنقرة على أنهم ذراع سورية مسلحة لحزب العمال الكردستاني. وتسعى الحكومة التركية إلى تدمير وحدات حماية الشعب وتمتعض من أي جهد يهدف لتمكين القدرات القتالية للجماعة لأي مبرر كان.
وأدت هذه الوقائع إلى كسر العلاقات بين حلفاء حلف الشمال الأطلسي “الناتو” ما تسبب بالقيام بتهديدات ضد القوات الأمريكية التي هرعت في الأيام الأخيرة إلى الحدود السورية التركية كجزء من جهد يائس لمنع القوات التركية من استهداف مقاتلي وحدات حماية الشعب ومواصلة تأجيل الحصار المخطط له على الرقة التي تعد العاصمة الفعلية لتنظيم داعش.
وعلى الرغم من أن حصول الأكراد على أسلحة ومعدات عسكرية أمريكية متطورة يهدد بتفاقم التداعيات في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا إلا أنه يسلط الضوء على خطط البنتاغون على المدى القريب لتدمير داعش، كما أنه يشير إلى إستراتيجية طويلة الأجل محتملة تسعى خلالها الولايات المتحدة لإقامة منطقة شبه مستقلة شمال سوريا لتكون ملاذاً آمناً يحمي حلفاء الولايات المتحدة من الرئيس السوري بشار الأسد والقوات الموالية لنظامه.
مصدر التسليح.. طرف الخيط
ووفقاً لما ذكره “سيث بيندر” الذي يبحث في ملف المساعدات الأمنية وعقود الأسلحة الأمريكية في مركز السياسة الدولية في واشنطن، فإنه بالرغم من أن البنتاغون يقول إنه ممنوع من تسليح وحدات حماية الشعب، إلا أنه لا توجد أي قيود تمنع وكالة الاستخبارات المركزية أو قيادة العمليات الخاصة المشتركة للجيش الأمريكي من القيام بذلك، فيما تعد قيادة العمليات الخاصة المشتركة، مثل وكالة المخابرات المركزية، منظمة سرية يمكن أن تعمل تحت البند 50 من قانون العمليات السرية للولايات المتحدة وإجراء عمليات سرية تخدم الأمن القومي للولايات المتحدة.