هاجم عدد من أعضاء الجالية العربية وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش «لفظياً»، أثناء دخوله قاعة "تشاتام هاوس" في لندن لإلقاء كلمة حول الأزمة الخليجية منذ يونيو الماضي.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو يظهر فيه مجموعة من أعضاء الجالية قد حرصوا على التجمع في هذا المكان انتظاراً لقدوم قرقاش، وفور وصوله هتف أحد المحتجين بلهجة مصرية «يا خائن يا عميل الصهاينة» على حد زعمه وتجنيه، وذلك بعد ترجل قرقاش من سيارته في طريقه إلى القاعة للإدلاء بالكلمة التي نُشر جزء من فحواها سلفاً.
وأظهرت مقاطع أخرى تظهر هتافات أقل حدة، تركز على التنديد بسياسات الإمارات من حصار قطر وموقفها في دعم نظام الانقلاب ودورها في ليبيا وحتى في القضية الفلسطينية.
ويوجه قطاع واسع من الرأي العام العربي انتقادات لسياسات أبوظبي ودورها في عدد من ملفات المنطقة، ويعتبرونها سلبية، فيما تقول أبوظبي إنها تحارب الإرهاب والتطرف وتعمل على إعادة الاستقرار للمنطقة في أعقاب الربيع العربي، فيما يرد مناوئون للإمارات بالقول إن الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة ليس بسبب الثورات العربية وإنما بسبب الثورات المضادة، التي يتهمون أبوظبي بالوقوف خلفها.
وفيما كان يصور البعضما يجري، ردد قرقاش الذي استمر في طريقه مبتسماً حتى دخل القاعة: «صور.. صور يا حبيبي.. صور»، في إشارة إلى عدم اكتراثه باتهامات التخوين، والتي ينبغي على جميع الأطراف تجنبها في خلافاتهم السياسية.
وعقبت صحف خليجية، قائلة: المشهد في حد ذاته ليس جديداً، وخاصة فيما يتعلق بمصر، فمنذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي عام 2013، امتدت الاحتجاجات إلى المصريين في الخارج، فراح المعارضون منهم ينظمون أنشطة وفعاليات مناهضة لرموز النظام المصري.
ولكن الجديد هذه المرة هو أن ينتقل الهجوم على الإمارات من الواقع الافتراضي إلى الواقع الحقيقي، ليطالب صاحب الهتاف ذو اللهجة المصرية بـ»إنهاء الحصار على قطر»، متسائلاً في استنكار لقرقاش «لماذا تقتلون الناس في مصر؟!»، ما يعكس بوضوح حالة الاستقطاب الذي تشهده المنطقة ككل وليس الخليج فقط في ظل الأزمة الراهنة.
ويأتي اختيار قرقاش للعاصمة البريطانية لندن للإدلاء بكلمته في وقت شكل الموقف الأوروبي العام من الحملة ضد قطر، وعدم انسياق بروكسل كعاصمة للاتحاد، ولا العواصم الرئيسية لدوله، تحديداً باريس وبرلين، خلف الحملة، عاملاً في تخييب آمال محور الرياض - أبوظبي، حسبما خلص تقرير لصحيفة العربي الجديد.