أحدث الأخبار
  • 12:35 . سويسرا.. المئات يتظاهرون دعما للفلسطينيين في لوزان... المزيد
  • 12:17 . سهم ستاربكس ينخفض 31 بالمئة منذ تصاعد المقاطعة بسبب حرب غزة... المزيد
  • 12:11 . جنوب السودان ينفي مزاعم "صفقة نفطية مشبوهة" مع شركة تتبع العائلة الحاكمة في أبوظبي... المزيد
  • 11:55 . "جوجل" تعلن وقف تشغيل تطبيق بودكاستس اعتبارا من 23 يونيو المقبل... المزيد
  • 10:52 . رونالدو يقود النصر للفوز على الوحدة بسداسية في الدوري السعودي للمحترفين... المزيد
  • 10:52 . "حماس" ترفض أي اتفاق لا يتضمن وقف الحرب على غزة... المزيد
  • 10:49 . تجمع بين النصر والوصل.. نهائي كأس رئيس الدولة في 17 مايو... المزيد
  • 10:16 . إبراهيم دياز يقود ريال مدريد للفوز والاقتراب من لقب الدوري الإسباني... المزيد
  • 09:25 . رئيس بلدية لندن المسلم صادق خان يفوز بولاية ثالثة... المزيد
  • 08:39 . الشارقة تعلن اكتشافاً جديداً للغاز في حقل "هديبة"... المزيد
  • 08:04 . وكالة: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة وما إذا كانت ستواصل الوساطة... المزيد
  • 07:16 . "الإمارات للألمنيوم" تستكمل الاستحواذ على "ليشتميتال" الألمانية... المزيد
  • 07:14 . بفوز ثمين على بورنموث.. أرسنال يحكم قبضته على صدارة الدوري الإنجليزي... المزيد
  • 07:11 . السعودية تجدد المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة... المزيد
  • 07:06 . ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34 ألفا و654 منذ سبعة أكتوبر... المزيد
  • 11:54 . توقعات بتأثر جميع الشركات الإماراتية بقانون الإفلاس الجديد... المزيد

"نيويورك تايمز" تنشر تفاصيل ليلة سقوط ولاية العهد في يد "بن سلمان"

وكالات – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 19-07-2017


باعتباره كان ولي عهد السعودية، لم يكن محمد بن نايف معتاداً أن يتلقى الأوامر. ثم، وفي ليلةٍ من ليالي يونيو 2017، تم استدعاؤه إلى القصر في مكة، احتُجز بدون إرادته، وتم الضغط عليه لساعات للتخلي عن العرش.

هكذا بدأت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية تقريرها، الذي سرد كواليس ليلة إقالة ولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف، وتعيين ابن عمه محمد بن سلمان مكانه، واختفاء الأول عن وسائل الإعلام بعد ظهوره في فيديو قصير يقوم فيه بمبايعة بن سلمان.

وتابعت الصحيفة الأميركية: "بحلول الفجر استسلم، وأفاقت المملكة على خبر أن لديها ولي عهدٍ جديداً: ابن الملك الذي يبلغ عمره 31 عاماً؛ محمد بن سلمان".

وتشير الصحيفة إلى أنه منذ أن تمت ترقية محمد بن سلمان في الحادي والعشرين من يونيو، ظهرت مؤشراتٌ تدلّ على أنه قد خطط لاستبعاد ابن عمه، وأن عملية التغيير كانت أشقَّ مما تم تصويره للعامة، حسبما أفاد مسؤولون أميركيون سابقون ومقربون من العائلة المالكة، بحسب ترجمة "هاف بوست عربي". 

ولكي تكتمل عناصر المسرحية، وتختتم بشكل جميل كان لا بد من كسب التأييد داخل العائلة المالكة، لكي يسير التغيير "المفاجئ" بكل سلاسة، فتم إخبار بعض كبار الأمراء في العائلة الحاكمة أن محمد بن نايف "لم يكن مؤهلاً لأن يصبح ملكاً بسبب مشكلة مخدرات يعانيها"، حسبما نقلت نيويورك تايمز عن شخص وصفته بـ"المقرب" من العائلة المالكة.

قرار استبعاد محمد بن نايف وبعض زملائه الأقرب أدى إلى قلق مسؤولي مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة، حسب الصحيفة الأميركية، والذين وجدوا جهات اتصالهم السعودية الأهم تتلاشى، وقد كافحوا لأجل بناء علاقات جديدة مع المسؤولين الذين تولوا زمام الأمور بعد التغيير.

وتضيف الصحيفة الأميركية: "جَمْعُ كل هذه السلطة بيد شابٍ من العائلة المالكة؛ الأمير محمد بن سلمان، أثار حالةً من عدم الاستقرار بين العائلة التي طالما كانت تسترشد بإجماع الرأي واحترام الكبار".

ونقلت الصحيفة عن كريستيان كواتس أولريتشن، زميل دراسات الشرق الأوسط بمعهد بيكر للسياسات العامة بجامعة رايس الأميركية، الذي يدرس سياسات الخليج قوله: "ربما تشهد (المملكة العربية السعودية) الآن تركيزاً للسلطة في فرعٍ واحدٍ من العائلة، ولدى شخصٍ واحدٍ يُعد أصغر سناً من كثيرٍ من أبناء عمومته وأبناء ملوكٍ سابقين، وقد يبدأ تركيز السلطة هذا في خلقِ حالةٍ غير اعتيادية ضمن العائلة".

وأكدت الصحيفة صحة ما نشرته في وقت سابق من أن الأمير محمد بن نايف "محتجز"، مشيرة إلى روايات متشابهة وصلتها من مسؤولين أميركين ومعاونين كبار من أفراد العائلة المالكة، تفيد بالطريقة التي تعرَّض بها الأمير الكبير للضغط من أجل التنحي لإخلاء الساحة أمام ابن عمه.

قاوم حتى الفجر

بدأت الحكاية، وفقاً للصحيفة الأميركية، في ليلة 20 يونيو/حزيران، قبل نهاية شهر رمضان، وذلك عندما التقت مجموعةٌ من الأمراء الكبار والمسؤولين الأمنيين في قصر الصفا في مكة، بعدما نما إلى علمهم أن الملك سلمان يريد مقابلتهم، وفقاً لمسؤولين أميركيين ومقربين من العائلة المالكة.

وتنقل نيويورك تايمز عن محللين قولهم، إن هذا التوقيت كان مناسباً للتغيير، ففي شهر رمضان ينشغل فيه السعوديون بشعائرهم الدينية، حين تجمَّع الكثير من أفراد العائلة المالكة في مكة قبل السفر في عطلة عيد الفطر.

وقبل حلولِ منتصف الليل، أُخبِرَ محمد بن نايف أنه سيلتقي بالملك، واقتيدَ إلى غرفةٍ أخرى حيث جرَّده مسؤولون بالديوان الملكي من هواتفه المحمولة، وضغطوا عليه من أجل التخلي عن منصبه كوليٍّ للعهد ووزير للداخلية، وفقاً لمسؤولين أميركيين ومقربين من العائلة المالكة.

في البداية رفض بن نايف الاستسلام، لكن مع تأخر الليل انتابه التعب، وهو المُصاب بمرض السكري، والذي يعاني من آثار محاولة الاغتيال التي تعرَّضَ لها في العام 2009 من قبل انتحاريّ، وفقاً لنيويورك تايمز.

وتضيف: "في هذه الأثناء، استدعى مسؤولو الديوان الملكي أعضاء هيئة البيعة، وهي هيئةٌ تتألَّف من أمراء يُفتَرَض بهم التصديق على التغييرات في التتابع الملكي. وقيل للبعض إن محمد بن نايف لديه مشكلةٌ في تعاطي أدوية مخدرة، مما يجعله غير مناسبٍ لاعتلاء العرش، وفقاً لمقرّب من العائلة المالكة".

صحة بن نايف


لسنواتٍ عبَّر أصدقاءٌ مُقرَّبون من محمد بن نايف عن قلقهم حيال صحته، مشيرين إلى أنه عانى منذ محاولة الاغتيال من آلامٍ دائمةٍ، وأنه أظهر علاماتٍ لاضطرابات ما بعد الصدمة. وقاده ذلك إلى تعاطي أدويةٍ مخدرة أثارت قلق أصدقائه من أن يكون قد أدمنها.

وتنقل الصحيفة الأميركية عن بروس ريدل، الضابط السابق بوكالة الاستخبارات المركزية، ومدير مشروع الاستخبارات في معهد بروكينغ قوله "تشير الأدلة التي اطلعت عليها إلى أنه قد تعرَّضَ لإصاباتٍ أثناء محاولة الاغتيال أكثر مما تم التصريح به، وأنه انخرط في نظام مسكِّناتٍ يتسبب في إدمانٍ شديدٍ. أعتقد أن تلك المشكلة ازدادت سوءاً بمرور الوقت".

وقال مسؤولٌ أميركي وفردٌ في العائلة المالكة السعودية إن محمد بن نايف عارَضَ الحصار المفروض على قطر، وهو موقفٌ ربما أسرع بقرار عزله.

وفي وقتٍ ما قبل الفجر، وافق محمد بن نايف على الاستقالة. والتُقِطَ فيما بعد مقطع فيديو يُظهِر محمد بن سلمان يُقبِّل يده.

ثم عاد محمد بن نايف إلى قصره في مدينة جدة المُطِلَة على البحر الأحمر، وحُظِرَ عليه مغادرته.

لم تنته المسرحية

المسرحية لم تنته عند هذا الحد، بل طالت مقربين من الأمير بن نايف، فوفقاً للصحيفة الأميركية فقد فُرِضَت الإقامة الجبرية أيضاً على الجنرال عبد العزيز الهويريني، رفيق محمد بن نايف الذي كان دوره حاسماً بشأن العلاقات الأمنية مع الولايات المتحدة، وفقاً لشهادة المسؤولين السابقين والحاليين بالولايات المتحدة.

ويقول مسؤولون أميركيون إنه بعد ذلك بأيام قَدَّمَ ضباطٌ بالاستخبارات تقريراً للبيت الأبيض ذكروا فيه مخاوفهم بشأن تنحية محمد بن نايف، واحتمالية إقصاء اللواء الهويريني، وإن مسؤولين أمنيين آخرين قد يعيقون مشاركة المعلومات الاستخباراتية، وفقاً لتقرير نيويورك تايمز، وهو ما كان نفاه بيان المملكة الذي أكد أن اللواء الهويريني لا يزال يضطلع بمهام منصبه، وأنه وكبار الضباط قد بايعوا محمد بن سلمان.

وتتحدث الصحيفة الأميركية عن مدى الدعم الذي يحظى به بن سلمان داخل العائلة المالكة، حيث ترى أنه لا يزال غير معروف، في وقت أفاد بعض المسؤولين الأميركيين والسعوديين قريبي الصلة بالأحداث أن هناك حالة من السخط داخل الأسرة الحاكمة، كما يشير مُحلِّلون إلى مؤشرات على هذا.

ويقول السعوديون، الذين يشعرون بالصدمة من التغييرات الأخيرة في السُّلطة، إنهم سيخسرون الكثير إذا ما صار النزاع داخل العائلة المالكة علنياً، وساهم في زعزعة استقرار المملكة، وفقاً لنيويورك تايمز.

وقال شخصٌ مقرّب من العائلة المالكة: "ليس الأمر وكأن الناس ستخرج إلى الشارع لتقول (نريد محمد بن نايف). فنحن نريد الحفاظ على هذه العائلة قدر استطاعتنا".