اتهمت الحكومة البريطانية، الخميس، النظام السوري بإقامة غرف تعذيب في كل أنحاء البلاد، وقالت إنه يعيق وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين.
وقال مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير ماثيو رايكروفت، في تصريحات للصحفيين، إنّ النظام السوري "يبني غرف تعذيب لمواطنيه"، مضيفاً: "أنا شخصياً أتذكر تلك الغرف في كل مرة أهمّ فيها بالدخول إلى قاعة مجلس الأمن للحديث عن الأزمة السورية".
ومن أمام قاعة مجلس الأمن الدولي بمقر المنظمة الدولية بنيويورك، لفت رايكروفت إلى "وجود تقرير أصدرته مؤخراً مجموعة من المحامين والأطباء الناشطين بمجال حقوق الإنسان، حول الانتهاكات المنهجية والتعذيب والعنف الجنسي المرتكبة ضد السجناء في بعض السجون السورية".
المندوب البريطاني أكد أنه "قبل عامين، دلفتُ إلى قاعة مجلس الأمن برفقة 14 سفيراً، واعتمدنا بالإجماع القرار 2254 الذي طالب، من بين أمور أخرى، بالإفراج عن جميع الرجال والنساء والأطفال المحتجزين بسوريا".
ومنذ ذلك الحين لم يتم إحراز أيّ تقدم تقريباً في هذا الطلب، بحسب رايكروفت، الذي تابع: "وبدلاً من ذلك، نرى عشرات الآلاف من السوريين ممّن لا يزالون محتجزين بمراكز الاحتجاز والسجون العسكرية في جميع أنحاء البلاد".
وأشار المندوب البريطاني إلى أن "الرجال والنساء والأطفال أصبحوا أسرى حرب، ويتعرضون للتعذيب، وقد لقي الآلاف حتفهم داخل تلك السجون".
ويرصد التقرير الذي يتحدث عنه رايكروفت حوادث تشمل "تعرّض نساء للتعذيب والضرب المبرح بالأسلاك والكابلات، والحرق بأعقاب السجائر، والصعق بالكهرباء والعنف الجنسي المروع، على أيدي حراس الأسد".
وإلى جانب "التعذيب"، اتهم رايكروفت النظام السوري بـ"إعاقة وصول المساعدات إلى المدنيين في سوريا".
ولفت في هذا الصدد إلى أن "النظام يقوم بمحاصرة المدنيين وإعاقة الوصول الإنساني إليهم، في الوقت الذي يلقي فيه باللوم على الجماعات المعارضة والجماعات الإرهابية"، مشيراً إلى أنه "يحاول بذلك صرف الانتباه عن مسؤوليته الرئيسية في حماية المدنيين".
وشدّد السفير البريطاني على أنه "لا يتعيّن على أعضاء مجلس الأمن أن يديروا ظهورهم تجاه الأهوال التي تحدث في سوريا".
وتابع: "لا يمكننا أن نغلق أعيننا ونصم آذاننا، بل علينا جميعاً أن نواجه هذه الحقائق، وعندئذ فقط يمكننا أن نحقّق السلام والأمن والعدالة في سوريا".