دعت مجلة “فورين بوليسي” نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس للإستعداد من الآن لتولي زمام الأمور في البلاد، وذلك إذا جرت محاكمة الرئيس دونالد ترمب أو الطعن في أهليته للحكم، أو في حال تقدم هو نفسه بإستقالته، وقالت “يا نائب الرئيس كن مستعدا”.
ونشرت المجلة مقالا للكاتبين سوزان هينسي وبينامين ويتيس، قالا فيه إنهما يتوقعان أن يصبح” بينس “رئيسا للولايات المتحدة في أي لحظة، في ظل حالة عدم الإستقرار التي يشهدها البيت الأبيض، وعرضا بعض الخطوات التي ينبغي لنائب الرئيس اتخاذها منذ اللحظة.
وقالا إن إحتمالات عزل ترمب من منصبه قد تبدو ضعيفة، ولكنها قد لا تقل عن احتمالات إنتخابه رئيسا في المقام الأول، وأشارا إلى أن أحد أعضاء مجلس الشيوخ صرح الأسبوع الماضي بأن رئاسة ترامب بدأت تمضي نحو حالة بداية النهاية.وأضافا (موجهين خطابهما إلى نائب الرئيس)، بالقول “لعلك تعرف أكثر مما نعرف أن رئيسك يُعتبر خارج السيطرة، وأنه غير قادر على السيطرة على سلوكه، وأنه قد يتهور في أي لحظة بطريقة قد تكون مدمرة”.
وأشار الكاتبان إلى أن نائب الرئيس يشغل منصبا بموجب الدستور أسوة بالرئيس نفسه، وذلك لأن الشعب هو من أنتخبهما، وأنه لهذا السبب، فإنه يعتبر الشخص الوحيد في السلطة التنفيذية الذي لا يمكن لترمب أن يقول له أنت مطرود، رغم أنه يمكنه تهميش دوره.
وقالا إنه حري بنائب الرئيس أن يتوقف عن التصرف كأنه أحد أفراد الحاشية بالنسبة لترامب، ودعياه إلى أن يبدأ بالتصرف بوصفه خليفة ترامب المنتظر، وأضافا أن قوة وطبيعة علاقة بينس المستقلة مع الشعب سيكون لها عواقب عميقة على أميركا في مرحلة ما بعد ترامب.
ودعا الكاتبان نائب الرئيس إلى أن يتخلص من حالة التهميش وأن يضع مسافة كافية ذات مغزى بينه وبين رئيسه، وقالا” إنه لا ينبغي لك أن تنتقد أو تشجب سلوك ترامب المروع في العلن، ولكن يعتبر جيدا لو أنك تفعل".
كما دعا الكاتبان نائب الرئيس إلى حضور المناسبات العامة كمراسم الجنازات وإلقاء خطابات ذات مقاصد هامة أو بشأن الأمور الهامة، وإلى العمل على بناء مصداقية، وتأكيد الإلتزام والإيمان بإستقلالية السلطات الثلاث، وأشارا إلى أنه لوحظ على ترامب إنتقاده لنزاهة وإستقلالية هذه السلطات وهجومه عليها.
وأشارا أنه على نائب الرئيس أن يدرس مثال تولي جيرالد فورد زمام الأمور إثر إستقالة الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون في التاسع من أغسطس 1974، حيث تمكن من إتخاذ قرارات أثبتت أهميتها في قدرته على قيادة البلاد وتخليصها من فضيحة “ووترغايت”.