دعا التحالف العربي، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، الخميس، الأمم المتحدة لإدارة مطار صنعاء الدولي، وذلك بعد مطالبة المبعوث الأممي لليمن بفتح المطار لرفع المعاناة عن اليمنيين وإيصال المساعدات لهم.

ومنذ أغسطس 2016، فرض التحالف العربي حظراً على الرحلات من وإلى مطار صنعاء (الواقع تحت سيطرة مليشيا الحوثي)؛ بسبب العمليات العسكرية القريبة منه، قبل أن يستثني بعد ذلك الرحلات الأممية التي تحمل مواد إغاثية.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن المتحدث الرسمي لقوات التحالف، العقيد ركن تركي المالكي، قوله: "ندعو الأمم المتحدة لإدارة مطار صنعاء".

وقال المتحدث: "لا يمكن وصف إجراءات سلامة الطائرات والأطقم الجوية العاملة عليها والمتجهة لمطار صنعاء بـ"المعاناة للشعب اليمني""، لافتاً إلى أنه تم تخصيص المطارات اليمنية بالمناطق المحررة والآمنة كمطارات بديلة، وذلك بطلب من الحكومة الشرعية.

وفي وقت سابق الخميس، دعا المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، إلى إعادة فتح مطار صنعاء الدولي المغلق منذ أكثر من عام، مؤكداً أنها خطوة أساسية للتخفيف من معاناة اليمنيين وتأمين المساعدات الإنسانية لهم.

وقال ولد الشيخ، في تغريدة عبر حسابه في "تويتر": "‏أكرر النداء العاجل لضرورة إعادة فتح مطار صنعاء الدولي بأسرع وقت". وأضاف أن فتح المطار "خطوة أساسية للتخفيف من معاناة اليمنيين، وتأمين المساعدات الإنسانية لهم".

ولفت المتحدث باسم التحالف إلى أن إغلاق مطار صنعاء واقتصاره على الرحلات الإغاثية "كان بسبب المخاوف على سلامة الطائرات وممارسات الانقلابيين في تهريب الأسلحة". وأكد "أصدرنا التصاريح الجوية للطلبات الواردة لنا، وخصصنا مطار بيشة لتنظيم حركة النقل الجوي بما ينسجم مع القرار الأممي 2216".

وتابع المتحدث: "سخرنا كافة الإمكانات والجهود لوصول الرحلات التجارية والإغاثية لجميع مطارات اليمن، منذ بدء العمليات العسكرية".

ودعا التحالف الأمم المتحدة للمساهمة في استئناف تسيير الرحلات لمطار صنعاء، من خلال إدارته وضمان مخاوف الحكومة الشرعية.

ويأتي القرار في الوقت الذي تجري فيه جولة مباحثات لإحياء عملية السلام في اليمن، التقى خلالها بالرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، ومسؤولين آخرين.‎

وأبدى التحالف استعداده لفتح الحركة الجوية للطائرات التجارية حال توفر عوامل حسن إدارة المطار، وضمان سلامة الطائرات ووقف عمليات التهريب، بحسب المتحدث.

ويواجه اليمنيون أزمة كبيرة في تلقي المساعدات، وذلك في الوقت الذي يفتك وباء الكوليرا بعشرات الآلاف من السكان في عدد من المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.

وأعلن الأمين العام المساعد لاتحاد الأطباء العرب في اليمن، عبد القوي الشميري، الأربعاء، أن بلاده بحاجة إلى 190 مليون دولار لتجهيز المرافق الصحية لمكافحة الأوبئة، ولا سيما الكوليرا.

ويبعد مطار صنعاء نحو 55 كيلومتراً عن أقرب نقطة معارك بين القوات الحكومية والحوثيين في بلدة "نهم"، شرقي العاصمة.

ويستخدم اليمنيون للسفر إلى الخارج مطاري "عدن" (جنوب)، وسيئون (شرق)، إضافةً إلى منفذين بريين مع السعودية وسلطنة عمان.

ومنذ سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء وعدد من المدن الأخرى بقوة السلاح قبل نحو ثلاث سنوات، يعيش اليمن على وقع معارك ضارية بين القوات الحكومية المدعومة بالتحالف العربي من جهة، ومليشيا الحوثي- صالح المدعومة من إيران من جهة أخرى.

وخلفت الحرب أكثر من 10 آلاف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى والمشردين، ووضعت 80 بالمئة من اليمنيين في وضع صحي وغذائي طارئ، بحسب تقارير الأمم المتحدة، بحسب "الخليج أونلاين".