ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن القتال في مدينة تلعفر بين التحالف الدولي والقوات العراقية من جانب وتنظيم الدولة من جانب أخر كشف تهالك قدرات التنظيم في معقله الرئيسي بمدينة الموصل.
وأضافت الصحيفة أن الجيش العراقي سيطر بشكل كامل على تلعفر؛ في حملة سريعة تحدت التوقعات بأن تنظيم الدولة سيقاوم مقاومة عنيفة في آخر معاقله في العراق، مشيرة إلى أن الانتصار السريع سيحدد كيفية خوض المعارك المقبلة ضد التنظيم.
ونقل تقرير الصحيفة عن ضباط عراقيين كبار قولهم إن التنظيم فقد قدرته على القتال في وجه الجيش العراقي؛ الذي تتزايد مهاراته الاحترافية، وتزداد دوافعه، داعين رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى تخويل القوات بشن هجمات متزامنة على آخر معاقل التتنظيم المتبقية.
وكان تنظيم الدولة قد سيطر على ثلث العراق عام 2014، فيما سعى رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى استعادة الأراضي مدينة تلو أخرى؛ وسط دعم أميركي للجيش العراقي.
وأضاف التقرير قائلاً إنه مع خبرة قتالية تقارب ثلاث سنوات، فإن قوات الأمن العراقية متحمسة لتسريع وتيرة القتال، مشيرة إلى رغبة بعض قادة الجيش ببدء القتال، من أجل استعادة آخر مدينتين في قبضة التنظيم في العراق؛ هما: القائم، والحويجة.
وأشار بعض القادة إلى أن ما سرع من عملية استعادة تلعفر هو خلوها من المدنيين، على عكس الموصل التي عقد فيها وجود المدنيين القتال، وأدى إلى خسائر فادحة في أرواحهم.
ووأوضح التقرير أن خلو المدينة من المدنيين شجع قوات الجيش العراقي على استخدام الأسلحة الثقيلة، مضيفاً أن استخدام القوة النارية إلى جانب حصار مدته أشهر أضعف فعالية أسلحة التنظيم؛ وأهمها وأشرسها السيارات المفخخة.
ومن بين ما ساهم في هزيمة التنظيم في تلعفر، الغارات الجوية العراقية والأميركية؛ التي دكّت مدينة فارغة، كانت تمثل أهمية كبيرة للتنظيم من حيث نقل مسلحيه وعتاده من وإلى العراق وإلى سوريا.
وأضافت الصحيفة أن الانهيار السريع لتنظيم في الدولة في تلعفر كان غير متوقع، فالمدينة تمثل أهمية كبيرة في تراتبية التنظيم بصفتها منبعاً لبعض أهم قادة التنظيم ونواب زعيمه أبوبكر البغدادي.