أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بدء معركة السيطرة على آخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق قرب الحدود السورية، في عملية واسعة جديدة تهدف إلى تطهير المنطقة الصحراوية للأنبار بالتزامن مع العملية التي تجري في مدينتي راوة والقائم.
وبدأت العملية بدعم من التحالف الدولي تحت غطاء قصف جوي ومدفعي مكثف استهدف مواقع التنظيم في مدينتي القائم وراوَة شمال غربي الأنبار.
وتعتبر هذه المنطقة أهم معاقل تنظيم الدولة في العراق وأكثرَها صعوبة، إذ لم تتمكن القوات العراقية من الوصول إليها طوال السنوات الماضية. وبالسيطرة عليها تصبح الحدود العراقية مع سوريا مؤمنة بشكل شبه كامل من الجانب العراقي.
ورغم واقع المنطقة وطبيعتها الجغرافية الصعبة، فإن مشاركة قوات التحالف في العملية حسب ما أعلنه قائد عمليات الأنبار اللواء محمود الفلاحي، والتنسيق مع الجانب السوري بعملية أخرى على مدينة البوكمال في الجهة المقابلة، يضع التنظيم في فكي كماشة، وربما تجعل إعادة السيطرة على أهم المناطق التي كانت تعتبر مناطق نفوذ متقلب؛ أقرب إلى التوقعات التي تريدها هذه المرّة جميع الأطراف.
استعادة مناطق
وكانت القوات العراقية قد أعلنت أمس الخميس استعادتها مناطق غربي مدينة راوة شمال غربي محافظة الأنبار الحدودية مع سوريا، وقالت قيادة العمليات المشتركة العراقية إنها استعادت قرى عدة وقاعدة جوية ومواقع إستراتيجية جنوب شرق مدينة القائم.
وقال المتحدث باسم القيادة العميد يحيى رسول في حديث للجزيرة إن عملية استعادة مناطق راوة والقائم يشترك فيها الجيش والحشدان الشعبي والعشائري وشرطة الأنبار، وتسندها طائرات التحالف الدولي، وستكون آخر المعارك مع تنظيم الدولة.
وذكرت مصادر طبية وشهود عيان أن عشرين شخصا على الأقل من عناصر تنظيم الدولة قتلوا، وأصيب نحو أربعين آخرين في قصف نفذته فجر الخميس طائرات مروحية عراقية وقصف بالمدفعية الثقيلة استهدف مدينتي القائم وراوة.
وذكر قائد الفرقة السابعة بالجيش العراقي اللواء الركن نومان عبد الزوبعي لوكالة الأناضول أن قوات الجيش المدعومة بالعشائر وطيران التحالف الدولي تمكنت أمس من تحرير مقر قيادة عمليات الجزيرة السابق غرب مدينة راوة.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية استعادة قرى وقاعدة جوية ومواقع إستراتيجية جنوب شرق القائم، وأضاف قائد عمليات الجزيرة بالجيش العراقي اللواء الركن قاسم المحمدي لوكالة الصحافة الفرنسية أن عملية استعادة مدينة القائم (350 كلم غرب الرمادي) انطلقت من أربعة محاور.
معارك متزامنة
وقال قائد الفرقة السابعة بالجيش العراقي إن المعركة في الأنبار تزامنت مع هجوم قوات النظام السوري والمليشيات الموالية له على مدينة البوكمال السورية في الجهة المقابلة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة.
ويوجد تنظيم الدولة في مدينتي راوة والقائم والقرى والقصبات، وهي مدن تقع في منطقة صحراوية يصلها مع مناطق سيطرته في سوريا منذ عام 2014. وتسعى القوات العراقية لطرد التنظيم وبسط سيطرتها على امتداد المنطقة الصحراوية، بما فيها عكشات والرطبة وقاعدة سعد الجوية والصكار، وحتى جنوب ناحية كبيسات التابعة لقضاء هيت.
وكان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة قد وصف عملية القائم بأنها "آخر معركة كبيرة" ضد تنظيم الدولة، ويتوقع أن تنتهي بالتقاء على جانبي الحدود لتطويق التنظيم في منطقة وادي الفرات الممتدة من دير الزور شرقي سوريا إلى القائم غربي العراق.