توضح وثيقة قنصلية -اطلعت عليها رويترز- أن 131 مدنيا روسيا على الأقل لقوا حتفهم في سوريا خلال الأشهر التسعة الأولى هذا العام، في حين تفيد شهادات ذوي القتلى بأن بعضهم متعاقدون عسكريون.
والوثيقة القنصلية التي اطلعت عليها رويترز هي "شهادة وفاة" صدرت لسيرجي بودوبني (36 عاما)، وتحمل الرقم 113، وتوضح أنه مات محترقا.
وصدرت هذه الوثيقة عن القنصلية الروسية في دمشق بتاريخ الرابع من أكتوبر 2017، ولم تشر إلى ما كان يفعله المتوفى في سوريا.
لكنها تشير إلى أنه لقي حتفه في (28|9) الماضي في بلدة التياس في محافظة حمص، التي شهدت قتالا عنيفا بين تنظيم الدولة والقوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد.
ولقي عدة متعاقدين روس حتفهم في المنطقة في وقت سابق هذا العام، حسب ما قاله أصدقاؤهم وأقاربهم لرويترز.
وأعيدت جثة بودوبني إلى روسيا وتم دفنها في قريته بجنوب روسيا بعد الوفاة بثلاثة أسابيع، وكان يعمل في سوريا متعاقدا عسكريا خاصا، حسب ما أفاد به أحد أقاربه وأحد أصدقائه.
واطلعت رويترز على شهادتي وفاة أخريين صدرتا في الثالث من فبراير تحت الرقمين 9 و13، مما يشير إلى صدور خمس شهادات وفاة على الأقل في ذلك اليوم، ويقول أشخاص على علم بالأمر إنهما لمتعاقدين عسكريين.
وأجرت رويترز مقابلات مع أصدقاء وأهالي القتلى الروس في سوريا، وتبين أن بعضهم متعاقدون عسكريون لقوا حتفهم أثناء قتالهم إلى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد حليف موسكو.
ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على الفور على أسئلة تفصيلية طرحتها رويترز، ولم يصدر أي رد من القنصلية الروسية في دمشق على طلبات للتعليق.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في بيان قُدم لرويترز الجمعة "ليست لدينا معلومات عن المدنيين الذين يزورون سوريا، لذا فإنني أعتبر أن هذا السؤال قد تم تناوله".
ويشار إلى أن العدد الرسمي المعلن للقتلى العسكريين الروس في سوريا لهذا العام هو 16. وقد يؤثر أي رقم أعلى بكثير من ذلك على سجل الرئيس فلاديمير بوتين قبل خمسة أشهر على الانتخابات الرئاسية التي من المتوقع أن يخوض غمارها.
وبحسب إحصاء رويترز، فإن عدد المتعاقدين الروس الذين قتلوا في سوريا هذا العام يصل إلى 26، وذلك استنادا إلى مقابلات مع أقارب وأصدقاء القتلى والمسؤولين المحليين.
ولم تنشر السلطات الروسية أي معلومات هذا العام عن الخسائر في صفوف المدنيين الروس الذين ربما شاركوا في القتال.
وفي أغسطس الماضي، قال متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إن المعلومات عن المتعاقدين العسكريين الروس في سوريا "خرافة"، وإن رويترز تحاول تشويه عملية موسكو لإعادة السلام إلى سوريا.