أبدت تركيا صدمتها من الاتفاق المبرم بين تنظيمي قوات سوريا الديمقراطية و"داعش"، والذي أفضى إلى مغادرة الأخير لمدينة الرقة السورية.
جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية، أكد أن "الاتفاق المذكور يعتبر نموذجاً جديداً على اتجاه هذه التنظيمات الإرهابية للتعاون بعضها مع بعض، عاجلاً أم آجلاً، في ظل تعاون دول مع تنظيم إرهابي لمحاربة آخر".
التعاون الذي يتحدث عنه بيان الوزارة التركية هو دعم الولايات المتحدة الأمريكية لتنظيم قوات سوريا الديمقراطية، التي تعتبرها أنقرة جناحاً "إرهابياً" تابعاً لحزب العمال الكردستاني، لمحاربة تنظيم "داعش"، وهو ما تستنكره أنقرة باستمرار.
الخارجية التركية اعتبرت، في بيانها، بنود الاتفاق المتعلّقة بالسماح لعدد كبير من عناصر "داعش" بمغادرة الرقة "تطوّراً خطيراً للغاية".
وشدد البيان على أن "الهدف الرئيس لتنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي ليس محاربة داعش، وإنما خلق سياسة أمر واقع بالمنطقة، واحتلال الأراضي السورية، وتغيير البنية الديموغرافية هناك".
وكانت شبكة "بي بي سي" البريطانية قد نشرت تحقيقاً، مساء الاثنين، كشف كواليس إبرام صفقة مع "داعش" لإخراج مسلحيه من الرقة السورية، وهو ما وصفه المسؤول في البنتاغون بأنه "عارٍ عن الصحة".
ونفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، مايجور أدريان غالاوي، مساء الثلاثاء، "إجراء صفقة مع تنظيم داعش" لإخراج مسلحيه من الرقة، مؤكداً أن "مجلس الرقة المدني قرّر إخراج العائلات، وما حصل هو شأنٌ داخليٌّ بَحْتٌ، ولا علاقة للقوات الأمريكية أو حلفائها به، ولا توجد أي تغطية منها لذلك".
لكن المتحدث العسكري أوضح أن "ممثلاً عن التحالف حضر اللقاء بين مجلس الرقة المدني وقادة العشائر، والذي جرى على أساسه تحديد من سيتم إخراجه من العائلات، وخصوصاً الشيوخ والنساء والأطفال منهم"، رافضاً القول بأن "مسلّحي داعش خرجوا منها".
وفي أكتوبر الماضي، سيطرت قوات سوريا الديمقراطية على مناطق واسعة من الشمال السوري، تشمل معظم أجزاء محافظة الحسكة (شمال شرق)، وتمتدّ إلى الريف الشمالي لمحافظة الرقة، وحتى مدينة منبج بريف حلب (غرب الفرات)، فضلاً عن منطقة عفرين (شمال غرب)، من تنظيم "داعش"، الذي كان يسيطر على المنطقة منذ العام 2014، بحسب "الخليج أونلاين".