أحدث الأخبار
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد

لنكن مخلصين للذاكرة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 06-12-2017


ما زلت أقول لأصدقائي الذين يسألونني عن أجمل المدن التي زرتها، أو عما إذا كانت ثمة أماكن أو مدن أحلم بالذهاب إليها، أنني لم أسافر كما ينبغي لمسافر أن يكون مخلصاً لترحاله، طالما خالط سفري ميل نحو التباهي أو العبث، فقد أيقنت متأخراً أن السفر علم عظيم توجه البصيرة دفته، ويقود التأمل خطاه في مسارات الأرض والجغرافيا، والبصيرة نعمة كبرى، كما التفكر، إنه إعمال للعقل بعمق لكل ما حدث وما هو كائن حولك. فقد يقودك حدسك لما يمكن أن يكون.

ليس السفر مثل القراءة أبداً، وإلا لاكتفينا من الأمر بالاطلاع على أعظم الكتب مندسين في الأسرة الناعمة والأرائك الوثيرة والغرف المكيفة. القراءة فعل ممتع يقود العقل بهدوء لبوابات الأسئلة وصولاً لمفاتيح المعرفة. أما السفر فهو فعل مواجهة ما وراء تلك البوابات، فعل معاينة الحقيقة، بملء إرادتنا وبكامل صورتها أحياناً. لذلك فأي سفر وأي ترحال، لا يقود لفتح أبواب موصدة في الذاكرة كما في الواقع، سفر لا يعول عليه أبداً.

لذلك ما زلت أقول لمن يسألني وأؤكد أنني كعربية مغروسة حتى أذنيّ في طين عروبتي الذي تشكلت منه، لا أعتبر نفسي قد طرقت بوابات حقيقية، طالما لم أقف على بوابات دمشق، ولم أفتح أياً من بوابات العراق، هذه حسرة في قلبي أجدها وأتلمسها كل يوم، وأنا أتابع تشظي العراق وجرح دمشق النازف. أما وقد كان من أمر البلدين ما كان، فلا بأس من الإخلاص للذاكرة، والأمل معاً، لعلّ وميضاً يخرج من أرضٍ كمصر يمحو آثار المغول والتتار، أو لعلّ التاريخ يعيد نفسه.

قال صديق عراقي معلقاً (العراق؟ كان يا ما كان) قلت له «في جميع الأحوال علينا أن نبقى مُخْلصين للذاكرة.. طالما عجزنا أن نكون مُخَلصين، ومخْلصين للجغرافيا والتاريخ.» ولقد سمعتُ أبي محدثاً من كان متحلقاً حوله بعد عودته من سفر بعيد، وكنت طفلة لم أتجاوز السادسة بعد: «يموت حسرة من لم ير العراق ولم يزر البصرة».

لقد قال عمر عناز وأبدع: من لم يذقْ طعمَ العراق، فمالهُ من قهوة الأحزان غير الرائحة، من لم يمتْ موتاً عراقيــــــــاً.. تُقَصّـرُ بالنواح على ثراهُ النائحة.

«إنَّ العراقَ حكايةُ الجرح الذي ينمو على رمل الأماني المالحةْ».

إنه ليس من العبث أن تكون دمشق عاصمة أول إمبراطورية للعرب، كما ليس من قبيل الصدفة أن تكون بغداد عاصمة إمبراطوريتهم الثانية، وأن تكون القاهرة في كل التاريخ صمام الأمان وحارسة العروبة، وخزان المواجهة، وبالتأكيد فإنه ليس مما لا يسترعي النظر أن تتم المحاولات دوماً على أرضية تفكيك وإضعاف وتدمير هذه العواصم بشكل متزامن ومتتابع وملح!!