لليوم الثاني على التوالي و وزير الشؤون الخارجية أنور قرقاش يشن هجوما حادا على ردود الفعل المنددة بقرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل من جهة، ويدافع عن موقف السعودية والإمارات من جهة ثانية، في الوقت الذي شنت فيه افتتاحية صحيفة "الاتحاد" هجوما هي الأخرى على ردود الفعل.

فقد قال الخميس (7|12): «الموقف الموّحد والعمل الجاد والتوقف عن استغلال محنة القدس الشريف لتصفية الحسابات مطلوب في هذه المرحلة، ليكن هدفنا تحقيق النتائج لا تعميق الجروح»، دون أن يوضح المقصود بتعميق الجروح أو تصفية الحسابات مع من، وهو الأمر الذي دفع للتكهن بأنه يدعو للتعامل بدبلوماسية مع القرار دون أي موقف فلسطيني على الأقل.

فيما ذهب موقع "إرم نيوز" المحسوب على أبوظبي للقول: إن قرقاش يقصد عدم توجيه الانتقادات لدور سعودي تُتهم به في هذا القرار.

وكان الكاتب الأمريكي الشهير، ديفيد هيرست، وعشرات من الصحف الغربية، قد قالت، ما كان ترامب ليتمكن من، ولا ليُقدِم على، إصدار هذا الإعلان لو لم يكن لديه داعمون إقليميون، وهم محور المستبدين في دول خليجية وتحديدا في الرياض وأبوظبي، على حد مزاعم "هيرست" ما حدا بقرقاش للرد عليه وعلى الآخرين.

والجمعة (8|12) قال قرقاش: إن التزام دول الخليج العربي وشعوبها بالقضية الفلسطينية وبالقدس الشريف مبدئيٌّ وموثّق، والمواقف السعودية في هذا السياق تتصدر العالمين العربي والإسلامي، وفي ظل هذه الحقائق لنتجاهل ونهمش تطاول الحاقد والحزبي والمريض.

وقد دفعت هذه التصريحات للتساؤل، عن مغزى استمرار شعور قرقاش بأن بعض المواقف الخليجية في موضع الاتهام من جانب الرأي العام العربي. 

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السابق خالد مشعل، قال في مقابلة مع قناة الجزيرة الليلة الماضية من الدوحة: لا يحق لأي عربي التضحية بفلسطين، من أجل صراعات وأجندات في المنطقة، وعلى العرب ألا يقبلوا بأقل من التراجع عن قرار أمريكا بشأن القدس. 

وقد ساد انطباع بأن مشعل يقصد ما ينتشر سريعا من أنباء تواطؤ "خليجي وعربي" بهذا القرار.

وكانت صحيفة التايمز البريطانية، قالت الجمعة (8|12) إن قرار ترامب هو عقوبة لمحمود عباس بعد فشل محمد بن سلمان بإرغام عباس على القبول بصفقة القرن.

أما افتتاحية صحيفة "الاتحاد" الرسمية والصادرة في أبوظبي، فقد قالت اليوم (9|12): قرار ترامب "أعطى فرصة ذهبية للمزايدين وأصحاب الأجندات الحزبية والإرهابية ليثيروا الفوضى في المنطقة وفي الدول الإسلامية كلها.. وهؤلاء لا تعنيهم القدس ولا فلسطين، وإنما يلبسون قميص عثمان لاستثماره في تحقيق أهدافهم الخبيثة التي لا تريد خيراً للمنطقة". 

وقد أثار هذا التوصيف استياء مئات ألوف العرب والمسلمين الذين انتفضوا في "جمعة الغضب" (8|12) ضد القرار الأمريكي.