ويأتي هذا الموقف الذي يكرره قرقاش منذ انقلاب السيسي، في ذروة جملة الأزمات والإشكاليات التي سببتها السعودية ومصر محليا على شعوبها، وخارجيا ضد دول وشعوب المنطقة، والإمارات طرف أصيل في هذه السياسات، على ما يزعم مراقبون.

ومع إيران، وهي الطرف الآخر المزعزع لاستقرار المنطقة، فإن هذه الدول تخوض حروبا في اليمن وسوريا وليبيا وتقف مع الرئيس الأمريكي ترامب في تصفية القضية الفلسطينية، وتسعى لفرض أجندتها ورؤيتها السياسية على المنطقة بنواتج لا تتفق مع مطالب الشعوب وحقوقها، كما يرى مراقبون.

ناشطون يؤكدون أنه لا أحد سيقود المنطقة سوى من يقف إلى جانب حقوقها التاريخية والحضارية في فلسطين، ويدعم تطلعات الشعوب للحرية والكرامة ويضع حدودا لحكم الاستبداد العسكري منه والوراثي، بحسب ناشطين.

يقول ناشطون، رأينا قيادة السعودية للتحالف العربي كيف أنتج أكبر مأساة ضد الشعب اليمني، وكيف أن الرياض تقود تحالفا من 40 دولة لم يصدر حتى بيان إدانة واحد بشأن تصفية القضية الفلسطينية وتهويد القدس، بل إن القاهرة والرياض وأبوظبي رفضوا أن يكون لهم أي دور قيادي في حضور اجتماعات ومؤتمرات عربية وإسلامية وبرلمانية عقدت في القاهرة واسطنبول والرباط، وهم الذين أقصوا أنفسهم عن قيادة حقيقية للمنطقة، وعندما يطرحون أنفسهم فإنما يطرحون مشاريع ترامب وحل القضية الفلسطينية على أنها مشكلة تولد الإرهاب ومن منظور إسرائيلي بحت.

ولفت ناشطون إلى تصريحات وزير خارجية تركيا جاويش أوغلو خلال زيارته إلى السودان الثلاثاء (26|12)، والذي قال: "لا نسعى لتفريق العالم الإسلامي، كما يقوم البعض بنشر الفوضى في الدول الإسلامية، ولا نعمل على خلق أزمات بين الدول استناداً إلى ادعاءات فارغة، ولا نبيع القضية الفلسطينية للغير".

يشار أن زيارة أردوغان للخرطوم سببت تصريحات قرقاش وهجوم إعلامي مصري كبير.