قالت صحيفة "جورنال دو ديمانش" الفرنسية، السبت، إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يعاني أزمة نفسية تصاحبه منذ الصغر، معتبرة أنه جمع في شخصيته بين الاعتدال والقمع.
وأشارت الصحيفة، في تقرير، إلى أن بن سلمان "لا زال يعاني ضرراً نفسياً عميقاً لازمه منذ الصغر، حيث دأب إخوته غير الأشقاء على النظر إليه بتعال؛ ممَّا دفعه إلى العمل على تغيير ذلك بشتى الطرق".
وبحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية، فقد أكدت الصحيفة أن "من بين هؤلاء الأمراء، الذين يتميزون بالتعالي وخريجي الجامعات الأجنبية، رائد الفضاء سلطان بن سلمان، والأمير عبد العزيز بن سلمان الذي شغل منصب نائب وزير وزارة البترول، بالإضافة إلى أمير منطقة المدينة المنورة، فيصل بن سلمان".
وقالت الصحيفة إن بن سلمان تخفّى في ظل والده حتى أصبح الحاكم الفعلي للبلاد، لدرجة أنه يتولى مهمة الرد على المكالمات الهاتفية الموجهة للعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز.
وأضافت أن بن سلمان (32 عاماً) يبدو حاكماً "معتدلاً"؛ بعد أن منح المرأة السعودية حقوقاً أكثر من أي وقت مضى، ورخّص مجالات للترفيه، كما أنه يظهر في صورة الحاكم القمعي، إذ يبدي استبداداً وعناداً في أسلوب حكمه.
وبالإضافة إلى ما سبق، فإن بن سلمان "يعد طرفاً هاماً في الحرب الدائرة باليمن، علاوة على مساهمته في تأجيج حالة من عدم الاستقرار التي تعصف بالشرق الأوسط".
ونقلت الصحيفة تصريحات للأستاذ في معهد الدراسات السياسية بباريس، ستيفان لاكروا، أن محمد بن سلمان "كان الابن المفضل لوالده، حيث لازمه لسنوات طويلة، ورافقه في كل الاجتماعات"، مضيفاً أن "الطفل المدلل تعلم كثيراً من خلال مراقبة والده الذي جعل من العاصمة مدينة عملاقة".
وأكد لاكروا أن "النظام السياسي السعودي استند على حكم السلالة المالكة، ولعبة معقدة بين فصائل مختلفة تنحدر من نسل أبناء العاهل المؤسس للسعودية الحديثة، التي تتقاسم فيما بينها قيادة الدولة ككل"، لافتاً إلى أن بن سلمان "يعمل على حماية نفسه من تفجّر الوضع حوله عندما يغيب والده عنه".
وتابع: "لذلك يعمل (بن سلمان) على إعادة تنظيم الدولة والمجتمع بما يتماشى مع طموحه في اعتلاء الحكم".
وأشارت الصحيفة إلى أن بن سلمان "أحدث ثورة في نظام الحكم بالمملكة الذي يمتد إلى 85 سنة، وغير النظام الملكي السعودي إلى نظام "أوتوقراطي"، يكون فيه الحكم للفرد الواحد وليس للعائلة كلها".
وكشفت "جورنال دو ديمانش" أن محمد بن سلمان لم يغادر قط السعودية إلا في بعض الرحلات، وقد ساهم ذلك في تعزيز إطلاعه على ما يجول في خاطر المجتمع السعودي.
وفي هذا الإطار، أكد أحد المقربين من الديوان الملكي أن "ولي العهد يعي جيداً أن أبناء الطبقة المتوسطة غير مستعدين لتطبيق الديمقراطية"، في وقت يبحث أبناء الطبقة المتوسطة من الشباب والنساء عن الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف المصدر: "لذلك ركز بن سلمان في ثورته على هذه الطبقة، ولخص رؤيته الإصلاحية الشاملة في رؤية 2030".
ويخوض بن سلمان معركة حامية الوطيس مع عدد من أبناء عمومته الذين يمثلون عائقاً أمام وصوله لعرش البلاد، وقد اعتقل عدداً منهم ضمن عشرات الأمراء والوزراء الذين يتهمهم بالفساد، بحسب "الخليج أونلاين".