أحدث الأخبار
  • 10:15 . إثر تعرضهم لحملات تشويه.. نشطاء أوربيون يفتحون ملف تجسس أبوظبي ويطالبون بمحاسبتها... المزيد
  • 09:56 . أسرى الاحتلال لدى القسام في رسالة لنتنياهو: آن الأوان للتوصل إلى صفقة تخرجنا أحياء... المزيد
  • 08:36 . السودان يطالب مجلس الأمن بعقد جلسة طارئة لبحث "عدوان أبوظبي"... المزيد
  • 08:27 . جيرونا ينتزع وصافة الدوري الإسباني من جاره برشلونة مؤقتا... المزيد
  • 07:19 . صحيفة عبرية: بن غفير حرض على قتل بعض المعتقلين بمجمع الشفاء... المزيد
  • 06:28 . تديره شركة إماراتية.. الإمارات تدين بشدة الهجوم على حقل للغاز في كردستان العراق... المزيد
  • 12:21 . بشحنة مولتها الإمارات.. استئناف المساعدات من قبرص لغزة بعد توقفها عقب مقتل موظفي الإغاثة... المزيد
  • 12:01 . هزة أرضية خفيفة تضرب ساحل خورفكان... المزيد
  • 10:53 . "علماء السعودية": لا يجوز الحج دون تصريح ومن لم يتمكن فإنه في حكم عدم المستطيع... المزيد
  • 10:44 . الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أميركية... المزيد
  • 10:43 . ريال مدريد يقترب من حسم الدوري الإسباني بفوزه في سوسيداد... المزيد
  • 10:42 . تقرير حقوقي يفند حجج أبوظبي في معرض ردها على بلاغ أممي حول محاكمة "الإمارات84"... المزيد
  • 10:41 . الأهلي المصري والترجي التونسي يبلغان نهائي أبطال إفريقيا... المزيد
  • 11:06 . أكدوا على براءتهم من جميع التهم.. الكشف عن تفاصيل الجلسة التاسعة في قضية "الإمارات 84"... المزيد
  • 10:21 . في تقريرها السنوي.. "العفو الدولية": أبوظبي تواصل عزل معتقلي الرأي وتقيّد حرية التعبير... المزيد
  • 10:19 . إصابة الوزير الإسرائيلي المتطرف "بن غفير" إثر انقلاب سيارته ونقله إلى المستشفى... المزيد

عام من ترمب

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 23-01-2018


لا يكاد المرء يصدّق أنه لم يمض سوى عام وأسابيع قليلة على تولّي دونالد ترمب الرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية! كمية الأحداث التي أفرزها وجوده هناك على مستوى بلاده والعالم، ربما لم يحدث ما يوازيها في فترات كاملة لرؤساء سابقين، ولا أظنني مبالغاً إن قلت إن شكل العالم اليوم مختلف بعض الشيء عن شكله قبل تولّي ترمب الرئاسة.
روسيا -والتي يتهم ترمب بالتواصل معها خارج إطار القانون- تقف في موقع أقوى اليوم، حيث تندفع القوى المتوسطة والصغيرة إلى كسب ودها مع تراجع الأداء الأميركي عالمياً. الصين -والتي كانت بدأت تطل على العالم قبل ترمب- تطمح اليوم لتحقيق موقع مؤثر أكثر، وتتحرك اقتصادياً، وتوظف قوتها الناعمة لتعزيز تأثيرها حول العالم. الاتحاد الأوروبي -أو ما تبقى منه بعد الانسحاب البريطاني- يجد نفسه بين المطرقة والسندان مع خلافات دوله المتزايدة مع الإدارة الأميركية، وطموح التوسع الروسي غرباً. حتى بريطانيا الحليف التقليدي لواشنطن، اضطرت رئيسة وزرائها إلى خوض خلاف علني مع ترمب الذي يتفاخر بصداقاته مع اليمين المتطرف فيها. أما في منطقتنا العربية، فتصرفات ترمب قادت الأزمات المختلفة، من حصار قطر، إلى أحداث القدس، وتوتر الوضع في شمال سوريا. وهذا غير التوتر في منطقة المحيط الهادي وبين الكوريتين، وأحداث أخرى حول العالم يصعب حصرها.
داخلياً، يترنح النظام الأميركي تحت ثقل ترمب وقلة خبرته وعنجهيته. فوضى في المواقف والأجندة التشريعية، انهيار للأعراف السياسية في واشنطن، وأزمات يومية إما نتيجة التحقيقات حول ترمب أو تصريحاته المختلفة التي تلهب الشارع والطبقة السياسية على حد سواء. ومع تداعي السلك الدبلوماسي وكثرة المنسحبين من سفينة البيت الأبيض وفشل ترمب في استكمال التعيينات الحكومية الأساسية، لا يبدو الاستقرار عنوان المرحلة القادمة في واشنطن.
وهذا يقودنا إلى سؤال مهم، وهو كيف استطاع رجل واحد أن يؤثر بهذا الشكل في منظومة كنا نقول عنها دائماً إنها دولة مؤسسات ولا تتأثر بمجيء ورحيل الأشخاص؟ الشق الأول من الجواب هو أن دولة المؤسسات رهينة باحترام اللاعبين السياسيين لقواعد اللعبة، والتي يمكن تلخيصها باحترام الأعراف السياسية، وإشراك من ينبغي إشراكه في اتخاذ القرار، والتعامل مع الأزمات من خلال الحوار. في حال قرر اللاعبون الأساسيون ضرب عرض الحائط بالقواعد، أصبح الأمر شبيهاً بأن يقوم قائد فريق على ملعب كرة القدم بحمل الكرة بيده والجري بشكل عشوائي تجاه المرمى، سيبدأ الأمر بمحاولة بقية اللاعبين والحكم إيقاف هذا المعتوه، ولكن بعد دقائق ستسود الفوضى الملعب، وسيتحلل اللاعبون تدريجياً من الالتزام بقواعد اللعبة، وتنهار المباراة، ويلقي الحكم صافرته.
الشق الثاني من الإجابة هو أن ترمب لم يأتِ وحده، بل كان قائداً لإعصار شعبوي اجتاح المؤسسات الأميركية، في الكونجرس زادت نسبة الأعضاء الذين يميلون يميناً أكثر من العادة ويحاولون التماهي مع خطاب ترمب، وتعيينات ترمب المختلفة ركزت على مرشحين يماثلونه في قلة الخبرة السياسية والمواقف الارتجالية، هذا بالإضافة إلى التغيير المستمر لفرق العمل في الإدارة الأميركية نتيجة الصراعات المختلفة حول ترمب.
اثنا عشر شهراً من وجود ترمب في البيت الأبيض، كانت كفيلة بنشر الفوضى بهذا الشكل داخل الولايات المتحدة وخارجها! هل سيتحمل العالم 3 سنوات أخرى من السياسات المتخبطة والمواقف الارتجالية وتغريدات الصباح الغاضبة؟ نراقب معاً ونلتقي هنا بعد عام لنعرف إجابة هذا السؤال..;