تزامنا مع بدء توجه الناخبين المصريين إلى صناديق الاقتراع، في انتخابات حسمت نتيجتها سلفا لصالح الرئيس المنتهية ولايته عبد الفتاح السيسي، الذي أقصى كل منافسيه، نشرت صحيفة ’’ميديا بارت’’ الإلكترونية الفرنسية، تحقيقا عن نظام السيسي، واصفة إياه بـ’’نظام الرعب والتعذيب’’، معتمدة على شهادات لعدد من ضحايا القمع والتعذيب في “مصر السيسي”، الذين فروا إلى عدد من الدول الأوروبية، خوفا من العودة من جديد إلى السجون.
وأوضحت الصحيفة الاستقصائية الفرنسية أن نظام السيسي، منذ وصوله إلى السلطة عام 2013، بعد الانقلاب على الرئيس الإسلامي السابق محمد مرسي، باشر في عمليات القمع الشرسة، إذ أضحى التعذيب والاختفاء القسري أمرًا شائعًا، وذلك وسط صمت الدبلوماسية الغربية، في مقدمتها الفرنسية، إذ أشاد كل من الرئيس إيمانويل ماكرون ووزير خارجيته وجان-إيف لو دريان بعلاقاتهما مع السيسي.
و أوردت ’’ميديا بارت’’ مجموعة من الشهادات لمصريين تبدو متشابهة في غالبيتها، وتتحدث عن نفسها، عاكسة ’’البارانويا’’ التي وصل إليها النظام الحالي في السنوات الأخيرة. وقالت الصحيفة إنه وخلال تحقيقها، فإن الوحيد الذي قبل أن يدلى بشهادته باسمه الحقيقي، وهو يدعى كريم طاها، مقيم حاليا في جمهورية التشيك، بعد أن تمكن من الفرار من مصر في عام 2015. وكان كريم عضوا في المكتب السياسي لحركة 6 أبريل، ويرأس اليوم منظمة “الجبهة المصرية لحقوق الإنسان” غير الحكومية. ويقول بأنه حكم عليه غيابيا بالسجن لمدة 25 عاما، وأنه عرف قبل أن يفر إلى الخارج الاعتقال و التعذيب ثلاث مرات، في نوفمبر 2013 و يناير 2014 وأغسطس 2015.
وأوضحت ’’ميديا بارت’’ أن النظام المصري الحالي، برئاسة عبد الفتاح السيسي، يواصل إنكاره للقمع والتعذيب الذي يمارسه منذ عام 2013 بحق معارضيه، إذ يتمتع هذا النظام، بحسب الصحيفة، بحصانة شبه كاملة: لا أحد يطالب بالمساءلة عن هذه الانتهاكات المنتظمة، التي وثقتها المنظمات غير الحكومية على نطاق واسع. ويأتي الصمت الأكثر إزعاجا من الدبلوماسيين الأجانب، وخاصة الأوروبيين والفرنسيين، الذين يغضون أعينهم لصالح العقود التجارية والاستقرار بأي ثمن في المنطقة.