انتقد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر تعيين جون بولتون مستشاراً للرئيس لشؤون الأمن القومي، معتبراً ذلك التعيين "أسوأ أخطاء الرئيس دونالد ترامب".
وقال كارتر (93 عاماً)، في مقابلة خاصة مع صحيفة "يو إس أيه توداي" الأمريكية، الثلاثاء: "من الممكن أن يكون قرار تعيين جون بولتون أسوأ غلطة ارتكبها الرئيس الأمريكي منذ توليه الرئاسة".
وفي 22 مارس الجاري، أعلن ترامب أن بولتون سيتولى مهام منصب مستشار الأمن القومي الأمريكي اعتباراً من 9 أبريل المقبل، خلفاً لهربرت ماكماستر.
ووصف كارتر بولتون بأنه "شخصية حربية تدعم سياسات كارثية"، وأن الأخير "يدعم شن حرب على كوريا الشمالية وإيران، وكان من أشد المؤيدين لقرار غزو العراق".
وتؤكد العديد من التقارير دولية أن بولتون اعترف شخصياً بأنه يرغب في تغيير بعض الأنظمة في الشرق الأوسط ومناطق أخرى في العالم، وأنه يتلهف إلى إشعال صراع جديد في الشرق الأوسط، حيث كان إلى جانب جورج دبليو بوش في غزوه العراق والإطاحة بنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2003.
وساعد بولتون بشكل كبير على غزو العراق حينما شغل منصب وكيل وزارة الخارجية لشؤون الحد من التسلح والأمن الدولي بين 2001 - 2005. وكان من المؤيدين المتحمسين للادعاء بأن صدام حسين كان يمتلك أسلحة دمار شامل، وروّج لهذا المسألة بمهارة، مع علمه بأنها إن لم تكن أخباراً وهمية فإنها كانت بعيدة عن الحقيقة.
وتواصل الحرب على العراق ونتائجها الكارثية إرباك المنطقة والعالم، بيد أن بولتون، مثل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، لا يبدو نادماً أبداً.
وفي السياق ذاته، تقول صحيفة أوبزيرفر البريطانية إن بولتون يشكل تهديداً للسلام العالمي، وإنه ينضم إلى عصابة من "المحاربين المتكئين على الأرائك"، الذين قلما يكونون سعداء إلا إذا أرسلوا أبناء الناس للموت في الحروب الخارجية.
وبات شائعاً عن بولتون ولعه على مر السنين بالدفاع المتهور عن فكرة التدخل العسكري، وسط ما يعتبره مصلحة أمريكا.