أحدث الأخبار
  • 11:31 . المركزي: احتياطيات بنوك الدولة تتجاوز نصف تريليون درهم بنهاية فبراير 2024... المزيد
  • 11:30 . "الإمارات للاتصالات" تنفي إجراء مفاوضات للاستحواذ على "يونايتد غروب"... المزيد
  • 11:26 . أبوظبي وطهران تعقدان أول اجتماع اقتصادي منذ 10 أعوام... المزيد
  • 11:24 . مصرف الإمارات المركزي يبقي على أسعار الفائدة "دون تغيير"... المزيد
  • 11:15 . رويترز: ضغوط أمريكية وغربية على أبوظبي بسبب التجارة مع روسيا... المزيد
  • 11:06 . "إذا ماتت فلسطين ماتت الإنسانية".. رئيس كولومبيا يقطع علاقات بلاده مع الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 08:50 . بسبب مخاوف حول حقوق الإنسان.. رفض أمريكي لانتخاب رئيس أرامكو السعودية مديرا ببلاك روك... المزيد
  • 08:46 . رونالدو يقود النصر السعودي لنهائي كأس خادم الحرمين... المزيد
  • 08:44 . دورتموند يفوز على سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا... المزيد
  • 11:31 . وفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان والإمارات تعلن الحداد سبعة أيام... المزيد
  • 11:15 . هبوط مؤشرات معظم البورصات الخليجية مع تراجع أسعار النفط... المزيد
  • 09:09 . الدولار يهبط قبيل صدور بيان اجتماع المركزي الأمريكي... المزيد
  • 09:06 . لابيد يقرر زيارة أبوظبي في خضم الخلافات الإسرائيلية... المزيد
  • 07:56 . تركيا تنضم إلى دعوى جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي أمام العدل الدولية... المزيد
  • 07:33 . إلى أين تتجه القوة العسكرية الإماراتية العابرة للحدود؟.. مركز دراسات يجيب... المزيد
  • 07:01 . 17.8 مليار درهم رصيد المركزي من الذهب بنهاية فبراير 2024... المزيد

أسئلة كثيرة وإجابات قليلة

الكـاتب : علي محمد فخرو
تاريخ الخبر: 13-04-2018

لنحاول أن نتصور الحالة النفسية والعقلية التي يعيشها المواطن العربي في دول الخليج العربية، إذ ما عاد هناك في الواقع دول مجلس تعاون خليجي. فعندما يواجه المواطن يومياً أحداثاً لا يستطيع فهمها، ولا يستطيع تبريرها، ولا يشعر بأنها تعبر عن إرادته ورغباته وحقيقة مشاعره النفسية والروحية، ولا عن تاريخه وتعاليم دينه القرآنية، فإنه سيفقد توازنه الإنساني وسيتوجه إلى أحد الطريقين: إما أن يصبح طاقة هائجة تدميرية، أو أن يعيش حياة اليأس والقرف وينسحب من الحياة العامة والالتزامات الوطنية.
صباح كل يوم تتناقل الأخبار أسماء هذه الجماعة الجهادية المجنونة أو تلك، في هذا البلد العربي أو ذاك، مقرونة دائماً باسم البلد الخليجي الذي يرعاها ويمدها بالمال والسلاح. يسأل المواطن نفسه عن مبررات انغماس بعض دول الخليج العربية في ساحات مليئة بالدماء، وارتكاب الموبقات الأخلاقية، والارتباط بالمخابرات الأجنبية واستعباد كل من يقوده حظه العاثر إلى أن يكون تحت إمرتهم وابتزازهم.
وعلى الرغم من أن الأخبار تشير بالاسم إلى تلك الدول الخليجية، إلا أن المواطن لا يسمع تكذيباً رسمياً واحداً أو تبرؤاً من التهمة. هنا يسأل نفسه: من الذي خوّل مسؤولي تلك الدول لأن يبعثروا ثروات وأموال العامة في مغامرات مشبوهة دمّرت الكثير من المدن العربية ويتمت وشردت وأفقرت إخواناً لنا في العروبة والإسلام والإنسانية؟ ماذا كان القصد الخفي من وراء كل ذلك، ماذا حققت تلك المغامرات ومن خدمت في النهاية؟
هل السكوت المعيب الذي تمارسة الجهات المتورطة جواب كاف لتهدئة القلق ولإبعاد الحيرة عن نفس وعقل المواطن؟ ذلك أنه لا الإعلام الرسمي أو التجاري، ولا مجالس الشورى وما يماثلها، ولا مجالس الوزراء، ولا مؤسسات المجتمعات المدنية الضعيفة، تفصح عن أسباب بدايات ذلك الجنون، ولا أسباب الاستمرار فيه عاماً بعد عام، بينما تدفع شعوب عربية الثمن للصراعات العبثية الطفولية بين أنظمة الحكم العربية ومسؤوليها، تدفعه دماراً حضارياً لكل ما بنته عبر القرون، وتراه صورة مظلمة حالكة لمستقبلها.
دعك من الذين يقبضون الأثمان ليكتبوا قصائد المديح أو الحكمة في هذا القرار أو ذاك، أو الشتم المبتذل لهذه الجهة المعادية أو تلك، فالدماء التي تقطر من أيادي الكثيرين لن تغسلها مياه كل أنهار وبحور ومحيطات العالم. فالعدالة الإلهية لا يمكن أن ترضى عما يحدث بالنسبة لهذا الانغماس في ألعاب الموت التي أدخلنا فيها مجانين الجهاد الدموي الظالم.
المواطن سيظل في حالة من الذهول والخجل والاستغراب والغثيان، حتى يسدل الستار على تلك المسرحيات التي ألفها وأخرجها الأغراب الاستعماريون والصهاينة، أو الموتورون الإقليميون أو الجهلة المحليون، واستعملوا بعض الأنظمة في تمثيل أدوار تلك المسرحية، سواء بنية طيبة أو بنية خبيثة. ما يجعل الأمر أكثر مأساوية وأثقل على قلب المواطنين المتسائلين، ما يفصح عنه بعض المسؤولين الخليجيين السابقين عن مئات المليارات من الدولارات التي صرفت على قادة وأفراد وعائلات من نصبوا أنفسهم، زوراً وبهتاناً، مجاهدين إسلاميين، بينما يعاني المواطنون من آثار التراجع المتسارع في كل حقول الخدمات الاجتماعية باسم ضرورة التقشف.
المطلوب من تلك الأنظمة، إذا كانت تريد أن تستجيب لإرادة ورغبات وطهارة الغالبية الساحقة من مواطنيها، أن تخرج من هذا الوحل بسرعة وبصورة نهائية، وأن تغلق إلى الأبد باب هذا النوع من الجهاد البليد الذي دمر حياتنا العربية وخلق لنا إشكالية مع العالم المتحضر كله. لا يكفي المواطن وقوفه حائراً أمام تلك الأحجيات والممارسات في حقل الإرهاب الجهادي الجنوني، حتى تفاجئه مؤخراً حفلات الرقص الحميمية مع الكيان الصهيوني الغاصب المتسلط الممعن قتلاً وتدميراً واستعباداً وتآمراً في طول وعرض بلاد العرب، ومع الولايات المتحدة الأمريكية التي تعلن صراحة عن حقها في جزء من الثروة البترولية الخليجية، وعن ضرورة مساهمة تلك الثروة في حل إشكالياتها الاقتصادية.
ما عاد المواطن يفهم أسباب التعاون الاستخباراتي الحميم مع الموساد الصهيوني، ولا أخبار الاجتماعات السرية التنسيقية بين بعض المسؤولين الخليجيين وعتاة الإجرام من المسؤولين الصهاينة، ولا التصريحات التي تعطي للصهاينة أرضاً فلسطينية بدون إذن ولا موافقة من الشعب الفلسطيني، صاحب الحق الوحيد في التصرف بأرضه، ولا كتابات بعض المحسوبين على هذا النظام أو ذاك، التي تنادي بهدم كل ثوابت هذه الأمة بالنسبة للموضوع الفلسطيني، وقبول سرقة أرض فلسطين وتشريد أهلها، والتعايش مع الفكر الصهيوني الاستعماري التوسعي المبني على الأساطير والخرافات والأكاذيب.
يتساءل المواطن: هل أن دول الخليج العربية جزء من كيان الأمة العربية والوطن العربي؟ أم أن البعض يريد لها الخروج من تحت عباءة العروبة والإسلام والتاريح والثقافة والدخول تحت عباءة العولمة الرأسمالية المتوحشة، بعيداً عن كل التزام قومي وإسلامي، بل وحتى وطني؟ ثم، بأي حق، وبأي تخويل شرعي من قبل المواطنين، يتصرف هذا المسؤول أو تتصرف تلك الجهة المسؤولة؟
عشرات الأسئلة يسألها المواطن العربي الخليجي بشأن ما يجري في منطقته وبشأن ما يجري في وطنه العربي، فلا يحصل على أجوبة واضحة علنية مقنعة تطمئنه على مستقبله ومستقبل أبنائه وأحفاده. لنحذر، فإن العيش في الظلام لا يقود إلا إلى ظلام حالك تتربص فيه الأشباح والشياطين.