أحدث الأخبار
  • 10:06 . وكالة: الخليجيون سعوا لطمأنة إيران عن حيادهم في حربها مع "إسرائيل"... المزيد
  • 09:58 . "فلاي دبي" تعلن استئناف الرحلات مع "إسرائيل"... المزيد
  • 09:05 . "تدوير" تعلن بدء أول الاستثمارات الخارجية في غضون عامين... المزيد
  • 07:51 . في زيارة هي الثانية خلال شهرين.. رئيس الدولة يصل مصر... المزيد
  • 07:49 . النهضة التونسية: لا يوجد أي مناخ ديمقراطي في الانتخابات الرئاسية... المزيد
  • 06:41 . وفاة عضو من الحرس الثوري الإيراني أُصيب في غارة إسرائيلية بدمشق... المزيد
  • 12:02 . وزير خارجية لبنان: نصر الله وافق على وقف إطلاق النار المؤقت قبل أيام من اغتياله... المزيد
  • 12:01 . أمير قطر: ما يجري في غزة إبادة جماعية... المزيد
  • 11:24 . ارتفاع أسعار النفط مع تزايد الصراع في الشرق الأوسط... المزيد
  • 11:23 . 30 مليار درهم تمويلات البنوك للقطاعين التجاري والصناعي خلال النصف الأول... المزيد
  • 11:23 . "هيئة المعرفة" تعلن تفاصيل استراتيجية التعليم 33 في دبي... المزيد
  • 11:19 . ليل الفرنسي يسقط الريال بهدف وينهي سلسلة اللاهزيمة للملكي في أبطال أوروبا... المزيد
  • 11:03 . مندوب الاحتلال بالأمم المتحدة: ردنا على إيران سيكون محسوبا... المزيد
  • 11:00 . بينها الكيوي والبطيخ.. أفضل 10 فواكه لفقدان الوزن... المزيد
  • 10:56 . دول الخليج تحذر من تداعيات التصعيد وتدعو لوقف إطلاق النار بغزة ولبنان... المزيد
  • 10:49 . لبنان.. مقتل 46 شخصا وإصابة 85 الأربعاء جراء العدوان الإسرائيلي... المزيد

الثقافة للحياة والعلم للمدرسة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 23-04-2018

أذكر تماماً أنه في سنوات دراستي الجامعية وقع بين يدي كتاب عبارة عن دراسة فكرية، سجل من خلالها الكاتب ملاحظات استقاها من حياته في فرنسا أثناء دراسته للطب هناك. وقد قارن بين تعاطي الغربيين وأبناء بلده مع قيم المحافظة على الوقت والمرافق العامة وإتقان العمل من خلال مواقف مر بها هناك، وفي ثنايا الكتاب استوقفني موقف ما زلت أذكره برغم مرور السنوات!

يقول الكاتب إنه كان يستمع لأحد خطابات الرئيس الفرنسي ديغول، وإنه في ذلك الخطاب شدد ديغول على الفرنسيين أن يجدّوا في نشر اللغة الفرنسية وتعليمها للجميع، لأنهم بذلك يضمنون تبعية هؤلاء لفرنسا وانبهارهم الدائم بها، يقول الكاتب إنه عندما سمع الرئيس يقول: «علّموهم الفرنسية ليشتروا كل ما تنتجه فرنسا»، هرع يكتب إلى والدته في تونس أن ترسل إليه كتباً باللغة العربية، وأنه لا يريد حلويات ولا أي شيء، يريد أن يتحصن بلغته حتى لا يستعمره ديغول مجدداً بعد أن تحررت تونس!!

يقول مالك بن نبي: «إن القابلية للاستعمار أخطر من الاستعمار» حين تكون منبهراً بلغة الآخر وثقافته، وعليه، فمن قال إن اللغة ليست مهمة، ومن قال إننا لا نُنتهك ونُستعمر من خلالها؟ ومن قال إن خلط اللغة بكلمات ومفردات من لغات أخرى لا يضعفنا ولا يجعلنا كحائط هابط سهل على أي من كان أن يعتليه؟ اللغة جدار منيع، وهي أول مقومات الهوية، وهي الوسيلة الأولى التي تعرَّفنا بها إلى العالم كله منذ عرفنا كيف ندير بصرنا وننظر إلى ما حولنا.

ومنذ عرفنا أن هذه أم، وذاك أب، وهذا ماء، وذاك تراب فبحر وسماء ومراكب، وخبز وشجر، وطيور وسمك ومطر ورجال وفتيات ولعب وأصدقاء و.. إلخ، أي منذ تكوّن قاموس مفردات ثقافتنا العامة الأساسية قبل أن نمشي باتجاه المدرسة التي سنقضي فيها معظم أوقاتنا، لنتعلم ما لا تستطيع أن تعلمنا إياه الأسرة والشارع والأصحاب!

نحن نتعلم علماً حقيقياً في المدرسة، علماً يبني شخصيتنا وطريقتنا في التفكير، تعلمنا الهندسة والرياضيات والعلوم والمنطق والتحليل والبحث والاستدلال، كل ذلك بلغة مجتمعنا وأهلنا، اللغة العربية، ما عدا ذلك من أنشطة وثقافة عامة فعلّمتنا إياها الحياة أو سعينا لها كل بطريقته، بينما حافظت المدرسة على دورها المحوري في منحنا مناهج تعليم موضوعة بعناية تربوية ونفسية واجتماعية كبيرة ودون أي ثغرات!