أحدث الأخبار
  • 10:16 . إبراهيم دياز يقود ريال مدريد للفوز والاقتراب من لقب الدوري الإسباني... المزيد
  • 09:25 . رئيس بلدية لندن المسلم صادق خان يفوز بولاية ثالثة... المزيد
  • 08:39 . الشارقة تعلن اكتشافاً جديداً للغاز في حقل "هديبة"... المزيد
  • 08:04 . وكالة: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة وما إذا كانت ستواصل الوساطة... المزيد
  • 07:16 . "الإمارات للألمنيوم" تستكمل الاستحواذ على "ليشتميتال" الألمانية... المزيد
  • 07:14 . بفوز ثمين على بورنموث.. أرسنال يحكم قبضته على صدارة الدوري الإنجليزي... المزيد
  • 07:11 . السعودية تجدد المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة... المزيد
  • 07:06 . ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34 ألفا و654 منذ سبعة أكتوبر... المزيد
  • 11:54 . توقعات بتأثر جميع الشركات الإماراتية بقانون الإفلاس الجديد... المزيد
  • 09:13 . عشرات القتلى والمفقودين جراء الفيضانات في البرازيل... المزيد
  • 09:13 . أمريكا.. مشرعون ديمقراطيون يؤكدون لبايدن انتهاك "إسرائيل" للقانون الأميركي... المزيد
  • 09:01 . الإمارات وأوزبكستان توقعان مذكرة تعاون بمجال الاستثمار بالبنية التحتية الرقمية... المزيد
  • 08:50 . أمريكا.. طلاب بجامعة برينستون يضربون عن الطعام تضامنا مع غزة... المزيد
  • 08:42 . باحثة ألمانية: الضحك قد يكون وسيلة علاجية... المزيد
  • 08:23 . الوحدة يتوج بطلاً لكأس مصرف أبوظبي الإسلامي على حساب العين... المزيد
  • 08:14 . اليابان تفوز بكأس آسيا لكرة القدم تحت 23 عاماً... المزيد

الثقافة للحياة والعلم للمدرسة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 23-04-2018

أذكر تماماً أنه في سنوات دراستي الجامعية وقع بين يدي كتاب عبارة عن دراسة فكرية، سجل من خلالها الكاتب ملاحظات استقاها من حياته في فرنسا أثناء دراسته للطب هناك. وقد قارن بين تعاطي الغربيين وأبناء بلده مع قيم المحافظة على الوقت والمرافق العامة وإتقان العمل من خلال مواقف مر بها هناك، وفي ثنايا الكتاب استوقفني موقف ما زلت أذكره برغم مرور السنوات!

يقول الكاتب إنه كان يستمع لأحد خطابات الرئيس الفرنسي ديغول، وإنه في ذلك الخطاب شدد ديغول على الفرنسيين أن يجدّوا في نشر اللغة الفرنسية وتعليمها للجميع، لأنهم بذلك يضمنون تبعية هؤلاء لفرنسا وانبهارهم الدائم بها، يقول الكاتب إنه عندما سمع الرئيس يقول: «علّموهم الفرنسية ليشتروا كل ما تنتجه فرنسا»، هرع يكتب إلى والدته في تونس أن ترسل إليه كتباً باللغة العربية، وأنه لا يريد حلويات ولا أي شيء، يريد أن يتحصن بلغته حتى لا يستعمره ديغول مجدداً بعد أن تحررت تونس!!

يقول مالك بن نبي: «إن القابلية للاستعمار أخطر من الاستعمار» حين تكون منبهراً بلغة الآخر وثقافته، وعليه، فمن قال إن اللغة ليست مهمة، ومن قال إننا لا نُنتهك ونُستعمر من خلالها؟ ومن قال إن خلط اللغة بكلمات ومفردات من لغات أخرى لا يضعفنا ولا يجعلنا كحائط هابط سهل على أي من كان أن يعتليه؟ اللغة جدار منيع، وهي أول مقومات الهوية، وهي الوسيلة الأولى التي تعرَّفنا بها إلى العالم كله منذ عرفنا كيف ندير بصرنا وننظر إلى ما حولنا.

ومنذ عرفنا أن هذه أم، وذاك أب، وهذا ماء، وذاك تراب فبحر وسماء ومراكب، وخبز وشجر، وطيور وسمك ومطر ورجال وفتيات ولعب وأصدقاء و.. إلخ، أي منذ تكوّن قاموس مفردات ثقافتنا العامة الأساسية قبل أن نمشي باتجاه المدرسة التي سنقضي فيها معظم أوقاتنا، لنتعلم ما لا تستطيع أن تعلمنا إياه الأسرة والشارع والأصحاب!

نحن نتعلم علماً حقيقياً في المدرسة، علماً يبني شخصيتنا وطريقتنا في التفكير، تعلمنا الهندسة والرياضيات والعلوم والمنطق والتحليل والبحث والاستدلال، كل ذلك بلغة مجتمعنا وأهلنا، اللغة العربية، ما عدا ذلك من أنشطة وثقافة عامة فعلّمتنا إياها الحياة أو سعينا لها كل بطريقته، بينما حافظت المدرسة على دورها المحوري في منحنا مناهج تعليم موضوعة بعناية تربوية ونفسية واجتماعية كبيرة ودون أي ثغرات!