أحدث الأخبار
  • 12:53 . عبدالخالق عبدالله يهاجم التحالف العربي بقيادة السعودية: انتهى عملياً في 2019... المزيد
  • 12:05 . بدون المطبعين الجدد.. 21 دولة عربية وإسلامية ترفض اعتراف نتنياهو بـ"أرض الصومال"... المزيد
  • 11:11 . الشارقة بطلاً لكأس السوبر للمرة الثالثة في تاريخه... المزيد
  • 10:12 . الإمارات: البعثة الأممية إلى الفاشر خطوة هامة لاستعادة وصول المساعدات... المزيد
  • 08:25 . الأرصاد يتوقع أمطاراً لمدة ثلاثة أيام على المناطق الشمالية والشرقية... المزيد
  • 07:47 . منخفض جوي ثالث يهدد بمفاقمة معاناة النازحين في غزة... المزيد
  • 12:44 . وزير الدفاع السعودي يدعو الانتقالي للانسحاب من حضرموت والمهرة و"تغليب الحكمة"... المزيد
  • 12:32 . بالتوازي مع جهود التحالف لخفض التصعيد باليمن.. قرقاش: الحوار أساس تجاوز "المرحلة الحرجة"... المزيد
  • 12:30 . الإمارات تستنكر استهداف مسجد أثناء صلاة الجمعة في مدينة حمص السورية... المزيد
  • 12:28 . الحكومة الصومالية: دولتنا واحدة والاعتراف الصهيوني باطل... المزيد
  • 12:12 . متحدث التحالف: إجراءات حازمة لمواجهة أي تصعيد عسكري يهدد استقرار اليمن... المزيد
  • 11:45 . رئيس الدولة يبحث مع ورئيس وزراء باكستان التعاون الاقتصادي والتنموي... المزيد
  • 01:34 . قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة بين القبائل وقوات مدعومة من أبوظبي شرقي اليمن... المزيد
  • 12:37 . ترامب يعلن توجيه ضربة عسكرية لتنظيم الدولة في نيجيريا... المزيد
  • 11:54 . صدور مرسوم بقانون اتحادي لتعزيز السلامة الرقمية للطفل... المزيد
  • 11:36 . تأييد خليجي وعربي لموقف السعودية الرافض للتصعيد في اليمن... المزيد

فتنة الأشياء!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 14-05-2018

وأنا أسير متمهّلة متنقلة بين جسر وجسر، ومن متحف لقصر لساحة تعج ببشر من كل الدنيا، ثملة بحالة الطقس البديع وبما أرى وأسمع وأقرأ، قادتني قدماي وفضولي للدخول في كثير من حوانيت فلورنسا التي تبيع ذوقاً إيطالياً مغايراً على هيئة بضائع ساحرة، ذوق تحسّه معتقاً وذاهباً في الزمن وفي الإتقان حد دوران الرأس!

كيف يمكن لمنتج صغير (تمثال لطفل من المرمر الأبيض، علبة معدنية أنيقة تحوي شيئاً من زيت الزيتون، حذاء طفلة، قميص رضيع بأزرار من اللؤلؤ، باقة ورد، زجاجة عطر تتغلغل في روحك، سوار فضي تشتريه لعزيز على قلبك..) أن يفتنك حين تلمسه فتشهق تأثراً؟ هذه أشياء لا تشبه غيرها مما اشتريته في حوانيت كثيرة حول العالم، وإذ يراك البائع تقلب شيئاً منها بين أصابعك يبادرك: إنه صناعة يدوية من هنا، من فلورنسا!

تشتري ما أردت، تنقد البائع ثمنه، وتخرج تدور في رأسك فكرة الإنسان وصناعة الحضارة، فتتأمل كيف يأتي البشر من أمكنة مختلفة، يعجنهم الوقت وتصهرهم الجغرافيا، ثم يمنحون الأمان فيبدأون بتشكيل زمانهم ومكانهم عبر مئات السنين، تعرف عندها أن الأعمال العظيمة والجميلة التي مررت بها هي نتاج الوقت المتمهل والفضائل، فضيلة الإتقان والعمل الدؤوب والشغف!

إنني أعترف أمامكم بوقوعي في الدهشة دائماً حيال هذه التفاصيل التي تدخلني فيها المدن التاريخية والعتيقة، أنا التي -اعتقدت جهلاً- أنني قد اكتفيت بكل ما شاهدت من التجوال والسفر وعقدت العزم على ألا يبهرني شيء كي أحفظ لعقلي تلك المسافة الحاسمة التي تمنحه فرصة لا بأس بها للحكم بشكل أكثر دقة وموضوعية! فأكتشف في كل مرة أنك مع الحب والدهشة لا يمكنك أن تكون محايداً أبداً!

أليكس صاحب حانوت الذهب وزوجته ألكساندرا، كانا يعرضان مشغولات ذهبية لافتة وفي غاية الجمال، حين طلبت أن أرى إحدى القطع فاجأتني دماثة الرجل وكرمه وسمرته وابتسامته، شعرت بأنني أعرفه، إنه كأحد الذين تبادلت معهم الحديث في القاهرة أو بيروت أو طنجة، يذكرك برجل يدير مقهى في ميناء جبيل أو الإسكندرية، سألته: هل أنت من أهالي فلورنسا؟ قال: نعم لكن أبي مصري، ووالدتي أصولها من حلب. ثم أخرج ألبوم صور له ولوالده ووالدته، هكذا تتخلق حضارة الإنسان!