أحدث الأخبار
  • 12:17 . إعلام عبري: قرار اجتياح لبنان لم يتخذ بعد والجيش مستعد له... المزيد
  • 11:57 . ولي عهد دبي يبحث مع رئيس وزراء أوزبكستان تعزيز التعاون المشترك... المزيد
  • 11:56 . إيران تطالب بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بعد اغتيال حسن نصر الله... المزيد
  • 11:39 . برشلونة يسقط برباعية في معقل أوساسونا بالدوري الإسباني... المزيد
  • 11:32 . مقتل 18 شخصاً وإصابة آخرين بغارات استهدفت مليشيات موالية لإيران في سوريا... المزيد
  • 10:40 . جيش الاحتلال يعلن اعتراض طائرة مسيّرة فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 10:32 . "بلومبيرغ": مخاوف اتساع الصراع في المنطقة تهدد أسهم دبي... المزيد
  • 10:13 . إيران: أمريكا تتحمل أيضا مسؤولية اغتيال "نصر الله"... المزيد
  • 08:30 . في أكبر عدد منذ 30 عاما.. السعودية تعدم 198 شخصا خلال 2024... المزيد
  • 08:22 . إعلام عبري: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن باتجاه تل أبيب... المزيد
  • 06:31 . "مصدر" تتطلع إلى تعزيز وجودها في مشروعات الطاقة المتجددة في إسبانيا والبرتغال... المزيد
  • 06:30 . "حماس" و"الجهاد" تدينان اغتيال حسن نصر الله... المزيد
  • 06:29 . إعلام إيراني: مقتل نائب قائد فيلق القدس في لبنان في هجوم ضاحية بيروت... المزيد
  • 04:34 . حزب الله يعلن رسميا مقتل أمينه العام حسن نصر الله... المزيد
  • 12:36 . العاصفة هيلين توقف نحو 24% من إنتاج النفط الأمريكي في خليج المكسيك... المزيد
  • 11:46 . تعادل الوحدة وبني ياس وعجمان يحصد فوزه الأول بدوري أدنوك للمحترفين... المزيد

في القدس.. مَن في القدس؟

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 15-05-2018

مذ عرّفني أحد الأصدقاء على قصيدة تميم البرغوثي عن القدس، دأبت على الاستماع إليها بين الفينة والأخرى، لا شك لجمالها أولاً، ولكن كذلك لأنها تنقلني إلى حالة شعورية مختلفة حول المدينة القديمة، أشعر وكأنني أمشي في حواريها، وألامس حيطانها مع كل بيت، أشعر أنني من سكانها، أشعر أنني في سيارة الأجرة تلك، أرقب أسوار المدينة وهي تبتعد في الأفق، وخلال المشاهد المؤلمة لابتسامات الغزاة في سفارة الولايات المتحدة الجديدة في القدس من جهة، وصور الصمود على أسوار القدس من جهة أخرى، تمثلت تلك الأبيات:
ففي القدس، مَن في القدس إلا أنت؟
أراد قادة الكيان مناسبة افتتاح السفارة الأميركية في القدس، تتويجاً لعامهم الأفضل والأبشع، مئات القتلى الفلسطينيين لا جريمة لهم إلا التظاهر، غزل عربي واسع، وصمت عند الحاجة لا مثيل له، دعم من واشنطن في تحقيق ما خجلت عنه الإدارات السابقة، إلغاء الاتفاق النووي الإيراني، وكل ذلك في سياق أزمات عربية متلاحقة، جعلت من الكيان صانع ملوك في محيطه، لكن الصامدين في غزة أحالوا ذلك اليوم إلى إحراج دولي للكيان وداعميه، عبر التضحيات التي قُدّمت على حدود غزة مع الأراضي المحتلة، حتى في وسائل الإعلام الغربية كان العنوان الأبرز: "بينما تُفتتح السفارة الأميركية في القدس، الجنود الإسرائيليون يقتلون عشرات المتظاهرين الفلسطينيين في غزة".
يقول قائلهم: وما فائدة التضحيات البشرية وخسارة الأرواح، أمام حتمية الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان، وخذلان الأنظمة العربية؟ وله نقول: وما حيلة المضطر؟ لو كان لدى الصامدين في فلسطين غير ذلك لقدّموه، ولكن الحرمان المستمر من أدوات الصراع، والخيانات المستمرة داخلياً وخارجياً، جرّدت المقاومة من معظم أسلحتها، تاركة سلاح المقاومة في غزة محاصراً من العالم كله، بالتالي فالحديث عن عدم نجاعة هذا الأسلوب، هو أمام بديل واحد، هو القبول بما يحدث في فلسطين دون مقاومة تُذكر، وبالتالي السماح للعدو برفع سقف اعتداءاته على الشعب والأرض والمقدسات، فمن أمن العقوبة أساء الأدب.
من في القدس؟ من للقدس؟ مهما تزايدت الاعتداءات يبقى المسجد مسجداً، والشعب مقدسياً، والأرض تشهد من سيرثها في نهاية المطاف، "فسوف يأتي الله بقوم يحبّهم ويحبّونه" أما من ارتد عن القضية وباعها لغيرها من المصالح الشخصية والآنية، فقد سجل عضويته في نادي الأعزة الأذلة، وسيشهد التاريخ على كل موقف وانعدام موقف خلال هذه الفترة الحاسمة من تاريخ بيت المقدس وأكنافه.
القدس لا تُنسى، تذكرت الفاتحين وخيل صلاح الدين تدخلها، بعد قرن أمضته في كنف محتل، حاول مراودتها عن هويتها فاستعصمت، وخلال سنوات قليلة عادت عاصمة للعلم والعلماء، وعنواناً حضارياً للأمة، ورسّخت دول الإسلام تلك الهوية عمراناً وإنساناً، حتى دارت الدورة، وعاد المحتل يدق أبوابها ليدخلها بلا استئذان، اليوم وبعد 70 عاماً، يتحدثون عن إنهاء الوجود العربي المسلم في القدس، ويتفاخرون بمشاريع تهويد المدينة، ونحن نرى ونسمع، والقدس تنادينا بكلمات البرغوثي، لا تبكِ عينك أيها العربي واعلم أنه.. في القدس، من في القدس؟ لكن لا أرى في القدس إلا أنت.