انسحبت القوات العراقية من مدينة تكريت بعد أن واجهت مقاومة عنيفة من المقاتلين الذين يسيطرون على المدينة في انتكاسة كبيرة لمساعي الحكومة للتصدي لمن تصفه بالمتشددين الذين سيطروا على مساحات شاسعة في العراق.
وأعلن مصدر عسكري عراقي، شارك في القتال بمدينة "تكريت" شمال العراق، أن القوات الحكومية  اليوم الأربعاء "انهارت وانسحبت بعد أن واجهت مقاومة كبيرة من قبل المقاتلين المسلحين السنة الذين يسيطرون على المدينة".
 ووفقاً لوكالة أنباء "رويترز"، فقد ذكرت مصادر، أن القوات الحكومية والمقاتلين المتطوعين "الشيعة"، أُجبروا على التراجع، الثلاثاء، إلى قاعدة تبعد أربعة كيلومترات إلى الجنوب، عقب تعرضهم لقصف عنيف بقذاف المورتر ونيران القناصة".
 وتقع مدينة "تكريت" على بعد 160 كيلومترًا شمالي العاصمة "بغداد"، وهي معقل لمؤيدي الرئيس العراقي الراحل "صدام حسين" ولضباط جيش سابقين تحالفوا مع تنظيم "الدولة الإسلامية" للسيطرة على أجزاء واسعة من شمال وغرب العراق في الشهر الماضي.
 وكان مؤيدون لتنظيم "الدولة الإسلامية" قد نشروا صورًا على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، لمقاتل يرفع رايتها بلونيها الأبيض والأسود، إلى جانب مركبة مدرعة سوداء خلفتها قوات التدخل السريع، فضلًا عن مركبات مموهة للتخفي في الصحراء تفحمت إحداها، حيث قيل إن القوات المنسحبة تركتها كما نشروا عدد من الصور لمدرعات الجيش العراقي المتروكة في شوارع تكريت بعد المعركة.
وتأتي هذه الانتكاسة الكبيرة بعد انتخاب السياسيين العراقيين لسليم الجبوري لرئاسة مجلس النواب يوم الثلاثاء في خطوة أولى تأخرت كثيرا وفقاً لمراقبين.
ولم يعرف بعد ما إذا كان انتخاب سليم الجبوري سيسهم في إنهاء خلاف أوسع نتيجة سعي رئيس الوزراء نوري المالكي للبقاء في منصبه لولاية ثالثة. ويتولى المالكي منصب القائم بأعمال رئيس الوزراء منذ إبريل نيسان.