أحدث الأخبار
  • 12:34 . الدوري الإنجليزي.. تشيلسي يعزز فرصة مشاركته الأوروبية وليفربول يضرب توتنهام بالأربعة... المزيد
  • 12:04 . السعودية تسجل عجزاً بقيمة 12.38 مليار ريال في ميزانية الربع الأول... المزيد
  • 08:36 . "حماس" تعلن انتهاء جولة مفاوضات القاهرة وغالانت يتوعد باجتياح رفح... المزيد
  • 08:07 . تركيا تنفي تعرض سائح سعودي لاعتداء في إسطنبول... المزيد
  • 08:06 . جيش الاحتلال يتكبد خسائر إثر هجوم "خطير" للمقاومة في غلاف غزة الجنوبي... المزيد
  • 07:59 . أحمد الشيبة النعيمي: "فيديو عبدالله بن زايد" تحريض صريح على الإسلام والمسلمين... المزيد
  • 07:05 . بعد السعودية.. الإمارات الثانية خليجيا في التصدير للصين... المزيد
  • 07:01 . حكومة الاحتلال تقرر إغلاق مكاتب قناة "الجزيرة".. وحماس تعلق: إجراء “قمعي وانتقامي"... المزيد
  • 12:35 . سويسرا.. المئات يتظاهرون دعما للفلسطينيين في لوزان... المزيد
  • 12:17 . سهم ستاربكس ينخفض 31 بالمئة منذ تصاعد المقاطعة بسبب حرب غزة... المزيد
  • 12:11 . جنوب السودان ينفي مزاعم "صفقة نفطية مشبوهة" مع شركة تتبع العائلة الحاكمة في أبوظبي... المزيد
  • 11:55 . "جوجل" تعلن وقف تشغيل تطبيق بودكاستس اعتبارا من 23 يونيو المقبل... المزيد
  • 10:52 . رونالدو يقود النصر للفوز على الوحدة بسداسية في الدوري السعودي للمحترفين... المزيد
  • 10:52 . "حماس" ترفض أي اتفاق لا يتضمن وقف الحرب على غزة... المزيد
  • 10:49 . تجمع بين النصر والوصل.. نهائي كأس رئيس الدولة في 17 مايو... المزيد
  • 10:16 . إبراهيم دياز يقود ريال مدريد للفوز والاقتراب من لقب الدوري الإسباني... المزيد

مذبحة غزة.. أو «موت الضمير» عربياً وعالمياً

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 21-05-2018


المشهد على الحدود في غزة، وفي البؤرة الاستيطانية التي أصبحت «سفارة أميركية» في القدس، اختصر التاريخ والحاضر، فهل ينبئ أيضاً بـ «المستقبل»؟! بات الفلسطينيون وحدهم يملكون الإجابة، وحدهم في مواجهة احتلال أميركي-إسرائيلي، أثبت للمرة الألف، أنه يحمل منذ أفول الهتلرية، راية مواصلة الإبادة النازية ضد الفلسطينيين بأيدٍ يهودية إسرائيلية، ودعم عسكري وسياسي أميركي بلا حدود، في الساعات المريرة التي شهدت وقائع المذبحة في غزة، والاحتفالية في القدس، كان العالم يتعرف على الحقيقة في المحنة التي يعيشها الفلسطينيون منذ أكثر من 70 عاما، الحقيقة العارية والوحشية، بتدفيعهم ثمن توقهم إلى الحرية، وثمن التكفير الغربي عن فظاعات الحرب العالمية الثانية، وثمن كسر محاولات العرب للنهوض بعد تحررهم من الاستعمار، وثمن تخلي العرب عن خيار الحرب لمصلحة خيار السلام، وأخيراً ثمن انتفاضات «الربيع العربي»، وما تلاها من تحولات.
الخلاصة التي جابت العالم، حملت عنواناً صافعاً: «موت الضمير».. موته في أميركا أولاً، أما في إسرائيل فهو مفقود منذ وُلدت، وبعدما صيّرتها الولايات المتحدة نموذجاً للوحش المتفلّت حتى من «شريعة الغاب»، وهي نفسها الولايات المتحدة التي تُخضع علاقاتها العربية لشروط الديمقراطية وحقوق الإنسان، فيما تشترط -أولاً وأخيراً- قبول إسرائيل واحترام حقها في الإجرام، حتى عندما تنشر قنّاصتها لتنفيذ أمر حكومي بالقتل لمجرد القتل، ومنذ أصبح العرب منشغلين أخيراً، كلٌّ بأوضاعه الداخلية، وقبل انهيارات «الربيع العربي»، صار «موت الضمير» عربياً أيضاً وما عاد لوم الآخرين ذا معنى، بل إن العجز العربي يستدعي تهاون الآخرين حول العالم ويثبّط عزائمهم، مهما بلغ غضبهم واستهوالهم للمذبحة.
انعدم إمكان إدانة اسرائيل في مجلس الأمن، أو فتح تحقيق مستقل في المذبحة، فثمة رفض أميركي مسبق أو لاحق لنتائج أي تحقيق، وقد حصل ذلك مراراً طوال عقود مضت، و»الفيتو» الأميركي جاهز دائماً لشرعنة الجرائم الإسرائيلية، وضرب أي تضامن دولي إنساني أو أخلاقي مع شعب فلسطين، وقبل أسابيع، وطوال أعوام مضت، كان «الفيتو» الروسي جاهزاً دائماً لإحباط أي قرار دولي، حتى لو عنى ذلك إضفاء المشروعية على جرائم النظام السوري واستخدامه السلاح الكيماوي لقتل شعبه، هناك صراع مصالح دولية بلا شك، وقد غدت شعوب وأراضٍ وأوطان عربية وقوداً له، وسط صراعات واستقطابات عربية لا حصر لها، ومن ذلك -على سبيل المثال- أن جميع العرب يدّعون نصرتهم للشعب الفلسطيني، لكن بعضهم يناوئ بشدة السلطة ومعها حركة «فتح»، وبعضاً يناصب «حماس» والفصائل الأخرى عداء شرساً ومكشوفاً، فكيف يمكن فهم هذه الخلافات المتشابكة، سوى أنها بلغت ما بلغه الإسرائيليون والأميركيون: إنهم يبحثون عن شعب فلسطيني آخر، شعب مستكين يرضخ للاحتلال والإذلال!
ليست هذه فوضى فحسب، إنها النتيجة «الطبيعية» لصراع العرب في قعر الهاوية التي دفعتهم القوى الخارجية إليها، مستخدمة تبايناتهم الراسخة والمزمنة، فمنذ اجتياح الكويت وصولاً إلى احتلال العراق، تكرس سقوط النظام العربي الإقليمي، وبعدما أدت الحروب الأهلية إلى تفكيك الدول بدل إصلاح أنظمتها، لم تعد هناك أية مناعة وطنية أو قومية، ودخل العرب مسلسل أعذار لتبرير تجاهلهم القضية الفلسطينية واستعدادهم لنسيانها، إلا أن الإسرائيليين والأميركيين لم ينسوا، فهذه كانت ولا تزال قضيتهم «المركزية»، لإرغام العرب على قبول إسرائيل، كبؤرة استعمارية مستثناة من القانون الدولي، ويعتقد بعض العرب خطأ، أن التخلي عن فلسطين يقيهم المتاعب، لكن مسلسل الإكراهات الأميركية لا ينتهي.