اتهامات لأبوظبي بالوقوف خلف حملة مناوئة للسياحة في تركيا
وكالات
– الإمارات 71
تاريخ الخبر:
29-05-2018
تصاعدت بشكل غير مسبوق حملات لحث العرب على عدم زيارة تركيا من أجل الإضرار بقطاع السياحة التركي، وبالتالي ضرب اقتصاد الدولة التي شهدت بعض الاضطرابات في الاقتصاد مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة والمقررة في الرابع والعشرين من شهر يونيو المقبل.
وبعد أن ظهرت هذه الدعوات على شكل اجتهادات شخصية من بعض المغردين في بعض دول الخليج لا سيما السعودية والإمارات، بدأت تأخذ طابعاً منظماً في الأيام الأخيرة وشاركت فيها وسائل إعلام ومواقع إلكترونية سعودية بالدرجة الاولى.
وتركز هذه الحملات على حث السياح الخليجيين والعرب بشكل عام على عدم زيارة تركيا والبحث عن وجهات أخرى حول العالم، وذلك من خلال استخدام أساليب متعددة أبرزها التخويف والترهيب من أن السياح العرب في تركيا يتعرضون للخطر والقتل والسرقات، وأن تركيا تشهد حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي.
وقبل يومين، دعا أردوغان، المواطنين إلى المشاركة في «إفساد المؤامرة الاقتصادية التي تحاك لتركيا» عبر تحويل ما بحوزتهم من عملات أجنبية إلى الليرة التركية، وقال أردوغان: «تركيا تتعرض لهجمة خارجية»، فيما أرجع رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أسباب اضطراب أسعار العملة المحلية في الآونة الأخيرة، إلى عمليات تلاعب، مؤكدًا أن الحكومة تعرف مصدرها، وقال: «نحن على علم بمصدر التلاعب (بسعر الليرة)، ونقول لهم وللمتعاونين معهم في الداخل: لن تنجحوا الآن كما لم تنجحوا بالأمس، مهما فعلتم ومهما حكتم من مكائد».
وعبر العديد من الوسوم أبرزها «#مقاطعة_السياحة_التركية»، و«#خطر_السياحة_في_تركيا» نشر مغردين عرب أكثرهم سعوديين آلاف التغريدات التي حثت المواطنين على عدم السياحة في تركيا والبحث عن وجهات أخرى.
ومن خلال هذه الوسوم نشرت مقاطع فيديو قتل وسرقة قالوا إنها عمليات تستهدف السياح الخليجيين في تركيا، لكن ومن خلال بحث سريع عن مصادر هذه المقاطع تبين أنها تعود لجرائم جنائية حدثت في تركيا وخارجها خلال السنوات الماضية ولا تتعلق بحوادث تعرض لها سياح عرب.
وتدريجياً توسعت الدعوات لحث العرب على عدم شراء العقارات في تركيا وسحب استثماراتهم منها، معتبرين أن تركيا تشهد «انهيار اقتصادي» و«انهيار في العملة المحلية»، مستندين إلى التراجع الذي شهدته الليرة التركية في الأسابيع الأخيرة.
وأخذت هذه الحملات طابعاً منظماً بشكل أكبر مع مشاركة وسائل إعلام سعودية وإماراتية فيها، وإعداد فيديوهات تتضمن حملات كاملة لمقاطعة السياحة والاستثمارات وشراء العقارات في تركيا ليسهل تداولها وانتشارها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
تزامن ذلك مع ما تقول الحكومة التركية إنها حملات منظمة ومؤامرة خارجية كبيرة تستهدف ضرب تركيا من خلال الاقتصاد، وحذر كبار المسؤولين الأتراك من وجود مخطط للتأثير على نتيجة الانتخابات المقبلة في تركيا من خلال الاقتصاد أيضاً.
واستقبلت تركيا خلال الربع الأول من 2018؛ 5 ملايين و138 ألف سائح، بزيادة قدرها 35-36 بالمائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، فيما قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده تستهدف استقبال 50 مليون سائح وإيرادات بـ50 مليار دولار أمريكي، بحلول عام 2023.
والعام الماضي زار تركيا أكثر من 700 ألف سائح سعودي، كما حل السعوديين بالمرتبة الثانية عربياً في تملك العقارات بتركيا والمرتبة الاولى من حيث القيمة، وهناك مئات الشركات السعودية والسعودية التركية المشتركة إلى جانب استثمارات بمئات ملايين الدولارات، رغم التراجع الكبير في العلاقات السياسية بين البلدين.
وفي مقابل ذلك نظمت تجمعات عربية حملات مضادة لحث العرب على القدوم إلى تركيا وقضاء إجازاتهم في تركيا ناشرين آلاف الصور التي تظهر المعالم السياحية والتاريخية وجمال الطبيعة في تركيا، وذلك تحت وسم «صيفنا في تركيا أحلى».
وقال القائمون على الحملات المضادة إن ما يجري مؤامرة سياسية من قبل دول عربية معروفة تحاول ضرب السياحة والاقتصاد التركي من أجل التأثير في نتيجة الانتخابات المقبلة في البلاد في محاولة لإنهاء حكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم.
وفي مقابل حملات التخويف والترهيب التي انتشرت على نطاق واسع، نشر آلاف العرب قصصا وصورا من رحلاتهم السياحية إلى تركيا معتبرين أن ادعاءات وجود قتل وسرقات ضد العرب غير صحيحة حاثين السياح العرب على القدوم لتركيا وعدم التأثر بـ«الحملات الموجهة».
ورداً على حملة «صيفنا في تركيا أحلى» أطلقت حملة مضادة تحت وسم «صيفنا في تركيا أخطر» و«مقاطعة السفر إلى تركيا»، وذلك بعد مواجهة كبيرة بين وسمي «انهيار الليرة التركية» والحملة المضادة التي جاءت بعنوان «ادعموا الليرة التركية»، واعتبر القائمين على هذه الحملة أن ترجع قيمة صرف الليرة التركية جاء بمثابة فرصة كبيرة للسياح لقضاء رحلاتهم وإجازاتهم في تركيا والاستفادة من رخص الأسعار وارتفاع قيمة الدولار مقابل العملة المحلية.
وكان الرد الأكبر على هذه الحملات من السعودية نفسها، حيث ناشد الكثير من المغردين السعوديين بضرورة عدم الخلط بين السياحة والسياسة، لافتين إلى تجاربهم في السياحة بتركيا تكذب الحملات التي تقول إن تركيا ليس بلد آمن ويشهد عمليات قتل وسرقة وغيرها.
وينظر الكثيرون على أن تراجع قيمة الليرة هي فرصة لتعزيز السياحة والتجارة من تركيا، حيث يؤدي ذلك إلى رخص أسعار السلع لم يشتري بالدولار، وجعل تكاليف السياحة أقل بكثير من أي مكان آخر، بحسب "القدس العربي".
وبالتزامن مع ذلك، وجّه الأكاديمي والمحلل الإسرائيلي ايدي كوهين، تهديدات للاقتصاد التركي، مشيرًا إلى تأثير اللوبي اليهودي، وذلك في معرض تقييمه لتذبذب سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار، وكتب في تغريدة على تويتر: «خسران يا أردوغان»!، ألا تعلم أن نصف ثروة العالم لعائلة يهودية واحدة فقط وهي الداعم الأول لإسرائيل فكيف بأثرياء اليهود الكثر الآخرين»، مهدداً بأن «القادم أدهى».