ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن 19 معتقلا سابقا في سجن غوانتانامو ما زالوا معزولين عن العالم الخارجي منذ نقلهم إلى برنامج إعادة التأهيل السري في الإمارات، مما يلقي بظلال من الشكوك على برنامج الولايات المتحدة لإغلاق هذا السجن وإنهاء معاناة معتقليه حتى بعد إخراجهم منه.
وبحسب تقرير للكاتبة ميسي ريان، فإن 19 معتقلا سابقا كانوا على اتصال محدود بأسرهم ومحاميهم لأكثر من عامين، ولكن لم يتم إخبارهم متى سيتم إطلاق سراحهم.
وأضافت أنه لم يتم الإفراج إلا عن عدد قليل من المعتقلين الـ23 الذين نُقلوا إلى الإمارات بين عامي 2015 و2017، على الرغم من تصريحات سابقة بأنهم سيخرجون في غضون عام تقريبا.
وتدير الإمارات برنامجا لتأهيل السجناء "المتطرفين" وإعادتهم إلى التكيف مع المجتمع، ولكن ابن أحد المعتقلين الأفغان هناك، ويدعى حاجي والي محمد، يقول إن خروج والده بات ميئوسا منه، إذ لا يزال في سجون الإمارات منذ 16 شهرا.
ونقلت الصحيفة عن والدة روسي يدعى رافيل مينجازوف، وهو محتجز في الإمارات منذ مطلع 2017، أن الظروف أسوأ مما كانت عليه في غوانتانامو، فمع أنهم كانوا محتجزين في قاعدة بحرية معزولة بإحدى جزر كوبا، فإن الجيش الأميركي سمح هناك بزيارات دورية للمحامين والصليب الأحمر وقدم معلومات معينة إلى وسائل الإعلام، وهو ما لا توفره لهم الإمارات.
ولا تسمح سلطات الإمارات للمعتقلين باستخدام الإنترنت أو الخروج، وتقتصر المكالمات الهاتفية الدورية لأفراد العائلة عادةً على خمس دقائق، ويتم قطعها إذا تحولت المحادثة إلى السياسة أو ظروف الاعتقال.
واعتبرت الكاتبة ريان أن كل شيء تقريبا حول برنامج الإمارات للتأهيل سيبقى سرا كما يبدو، حتى في موقعه، حيث يقول محامون وأقارب للمعتقلين إن بعضهم نقلوا إلى موقع سري جديد في الأشهر الأخيرة.
وتم نقل 196 معتقلا إلى خارج غوانتانامو في إطار اتفاقيات إعادة التأهيل التي تفاوضت عليها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، وبعد أن تم إطلاق سراح المئات من قبل إدارة سلفه جورج بوش الابن.
يشار أن سجن الرزين في أبوظبي أحد أسوأ عشر سجون عربية يطلق عليه ناشطون ومنظمات حقوقية "غوانتانامو الإمارات" نظرية لوحشية التعذيب وفظائع سوء المعاملة فيه.