عبرت مصادر سياسية يمنية عن قلقها من تسليم الإمارات العربية المتحدة مدينة وميناء الحديدة غرب اليمن، لقوات يقودها العميد طارق محمد عبد الله صالح، بعد طرد الحوثيين منها.
وقالت المصادر في تصريحات لصحيفة «القدس العربي» إن هذا التقدم المفاجئ والمتأخر جدا، «فتح الأبواب على مصراعيها أمام مخاوف سياسية من احتمالية تسليم المناطق الحيوية في محافظة الحديدة لقوات العميد طارق صالح، التابع لدولة الإمارات، لاستكمال سيطرة أبو ظبي على كافة الموانئ اليمنية».
والعميد طارق صالح هو نجل شقيق الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وقائد حرسه الرئاسي، احتضنته دولة الإمارات العربية المتحدة بعد خروجه من قبضة الانقلابيين الحوثيين في صنعاء بعد مقتل عمه صالح في (4|12) الماضي على يد المسلحين الحوثيين.
وذكرت هذه المصادر أن أبوظبي دعمت طارق صالح بالمال والسلاح النوعي والثقيل، وفتحت له المعسكرات في الجنوب لتجميع ما يمكن تجميعه من بقايا قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وبقايا الجيش السابق الموالي لعلي صالح، وتمكن خلال الشهور الماضية من تشكيل بعض الكتائب العسكرية، التي تتبع الإمارات المتحدة مباشرة وليس لها علاقة قيادية بالجيش الحكومي اليمني.
وأوضحت أن «الإمارات تسعى الى استكمال الحلم الذي تطمح الى تحقيقه في اليمن، وهـــو ســـيطرتها على كافة الموانئ البحــرية اليمنية، لإبقائها تحت سيطرتها العسكرية المسلحة بقوات محلية موالية وتابعة لها».
وتسارعت الأحداث والمواجهات العسكرية بين القوات الحكومية وميليشيا الانقلابيين الحوثيين خلال الأيام القليلة الماضية في محافظة الحديدة، وحققت القوات الحكومية مكاسب عســــكرية غير مسبوقة، وتقدما كبيرا هناك، مع سيطرتها على العديد من البلدات والمناطق الحيوية القريبة من مدينة الحديدة، مركز المحافظة، في حين تتولى قوات العميد طارق صالح مهمة حماية المناطق التي يتم تحريرها، دون الدخول في معارك حقيقية مع الحوثيين، الأمر الذي يؤكد نية الإمارات تأهيل هذه القوات لتسلم الميناء بعد تحريره من قبضة الحوثيين.
وانتهت مؤخرا أحدث أزمة بين أبوظبي والحكومة الشرعية بعد محاولة الإمارات السيطرة عسكريا على جزيرة سقطرى وتدخلت السعودية بينهما ما أفضى لانسحاب قواتنا المسلحة من الجزيرة تزامنا مع تصعيد يمني للأزمة وصلت للأمم المتحدة ومجلس الأمن مترافقة بتصريحات لوزارء يمنيين اتهموا فيها أبوظبي باحتلال اليمن وليس فقط سقطرى، كما جاء على لسان وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري الذي وصل في زيارة رسمية لأبوظبي بدعوة من نظيره سيف بن زايد في الساعات القليلة الماضية لبحث التنسيق الأمني بين الجانبين.