"قدرة الإمارات العربية المتحدة على تشكيل نتيجة في الحرب الاهلية اليمينية ستكون محدودة للغاية على الرغم من نفوذها عند بعض الجماعات المحلية المسلحة"، وذلك وفقا لاستنتاجات نيل بارتيك، الباحث في سياسات الشرق الأوسط، الذى أكد أيضا، أن أي تسوية سياسة ممكنة، يجب أن تسفر عن حكومة تلعب فيها جماعة الحوثي دورا هاما.
وكشف بارتيك في لقاء نشره مجلس العلاقات الخارجية، أن طموحات الإمارات في اليمن توسعت إلى محاولات التأثير على الجنوب والشمال بعد أن كانت تتعلق بمحاولات تحقيق نفوذ على أجزاء من الجنوب من خلال زعماء الحرب، وعلى الرغم من أنهم كانوا في السابق يرغبون في تقليل دورهم في نزاع اليمن.
وقال بارتيك، مؤلف كتاب (السعودية: الصراع والتعاون) إن مصالح الإمارات ووكلاءها المحليين في اليمن ليست متوازنة، وأوضح أن هناك محاولات لدمج بين العناصر الجنوبية في المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، والذى يجمع بين العناصر المتنافسة، بما في ذلك العناصر ذات الرؤى المتنازعة للكيان الجنوبي بطريقة قد تضعهم في صراع مباشر مع بعضهم البعض إذ تسعى بعض الأطراف إلى الانفصال الاقليمي أو السيطرة على الأراضي .
وبالنسبة لمدى قدرة مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث الذى التقى بالحوثيين هذا الأسبوع على تحريك عملية السلام إلى الأمام، أوضح بارتيك أنه طلب من الحوثيين تسليم ميناء الحديدة الى الأمم المتحدة في حين يسعى تحالف السعودية للاستيلاء على الميناء بالكامل .
وأكد أن سجل السعودية والإمارات لم يكن جيدا في اليمن من حيث تجنب الأهداف المدنية خلال ما يقارب من ثلاث سنوات ونصف من القصف الجوي وذلك تعليقا على مزاعم الإمارات بأنها قادرة على تجنب كارثة إنسانية اثناء مشاركتها في الحرب.
وقال إنه يصعب تخيل إمكانية وجود ضمانات إنسانية دون وجود نوع من الاستقرار في الوضع على الأرض الأمر الذي يتطلب اشراك قوات حفظ السلام الدولية او وجود دولي.
وكشف بارتيك أن عدد القوات الإمارتية في اليمن لا يتجاوز أكثر من ألف، وهم من الفئة التي نشرتها الإمارات في أفغانستان وكوسوفو بالشراكة مع الولايات المتحدة في حين أن عدد عناصر جماعة الحوثي يصل إلى نطاق عشرات الآلاف.
وأضاف أن السعودية تشعر بتوتر من الوجود البري للإمارات في اليمن والدور المتزايد للإمارات في مجال الأمن البحري في البحر الأحمر وبحر العرب، والوجود العسكري الإماراتي في جزيرة سقطرى كما أن العديد من اليمنيين يشعرون بالقلق من الوجود الإماراتي هناك.
يشار أن تقارير عديدة متواترة تؤكد وجود خلافات "مكتومة" بين الرياض وأبوظبي فيما يخص اليمن غير أن السعوديين بحاجة للإمارات ويعتبرون أنه لم يحن بعد وقت الصدام.